محمد عبدالعزيز الصفيان يكتب:

التسارع في التحول الحضري، وثورة المعلومات التقنية، وزيادة النمو السكاني في مدن المملكة العربية السعودية دفعت الحكومة إلى التفكير في إنشاء المدن الذكية ترسيخا لمفهوم المدينة الذكية، الذي بدأ في الانتشار سريعا بشكل عملي حول العالم في الكثير من المدن عالميا.

لقد وضعت رؤية المملكة 2030 خطة لتحول مدن المملكة إلى مدن ذكية عبر تحقيق أهداف برنامج التحول الوطني في مجال التحول الرقمي، حيث أعلنت وزارة الشؤون البلدية والإسكان عن اختيار 5 مدن سعودية للبدء بتحويلها إلى ذكية خلال الفترة القادمة وهي: مكة المكرمة، المدينة المنورة، الرياض، جدة، وحاضرة الدمام، نظرا لأنها تتمتع بالعديد من المقومات مثل البنية التحتية وتوافر الخدمات وجاهزة من خلال التخطيط الحضري، إضافة إلى توافر تكنولوجيا المعلومات والاتصالات والإنترنت.

سعت حكومة المملكة العربية السعودية إلى الدخول في عالم المدن الذكية، حيث بدأت في تجهيز البنى التحتية وإنشاء منظومة كاملة لإدارة كل مرافق وخدمات المدينة عبر أنظمة إلكترونية ذكية ومترابطة، حيث يأتي هذا المشروع الطموح ضمن التطلعات الطموحة لرؤية المملكة 2030، التي تسعى لتنويع القاعدة الاقتصادية للمملكة دون الاعتماد على النفط كمورد رئيسي للدولة، كما تسعى المملكة لتعزيز مفهوم جودة الحياة في المدن الذكية من خلال استخدام التقنيات والبيانات الذكية كوسيلة لحل تحديات الاستدامة في المدن السعودية، التي تتطور حاليا، وذلك باستخدام البيانات والتكنولوجيا لتحسين النقل واستخدام الطاقة والصحة وجودة الهواء أو لدفع النمو الاقتصادي، ولذلك تعد المدن مراكز للابتكار والإبداع، ولكنها تواجه أيضًا تحديات كبيرة مثل التحضر السريع وتغير المناخ وزيادة الضغط على خدمات المدينة مثل النقل والرعاية الصحية، ولمواجهة التحديات والاستفادة من الفرص، يتم تشجيع المدن لتصبح مدنا ذكية وهو ما قامت به المملكة خلال الفترة الماضية من خلال تنفيذ العديد من المشاريع المهمة في العديد من المجالات.

ختاما تعتزم الحكومة السعودية وتسعى لتنفيذ برنامج جودة الحياة وتحقيق رفاهية المواطن عبر إنشاء المدن الذكية وتشغيل وتمكين الإنسان منها.

@alsyfean