حذيفة القرشي - جدة

تناول السحور والإفطار في بيت كبير العائلة عادة راسخة

● ما ملامح مدينة جدة التاريخية؟

جدة إحدى أهم المدن الواقعة على شاطئ البحر الأحمر، وارتبط تاريخها بشكل كبير مع تطور التاريخ الإسلامي؛ لكونها بوابة الحرمين الشريفين من اتجاه البحر، وقد اكتسبت مكانتها عندما قام الخليفة عثمان بن عفان -رضي الله عنه- سنة 25هـ باختيارها لتصبح ميناء رئيسيا لمكة المكرمة لاستقبال الحجاج، وأيضًا من المدن الاقتصادية الهامة قديما وحديثا، كما أنها تزخر بالعديد من المنازل والمساجد التاريخية وغيرها.

● كيف يستقبل الأهالي شهر الصيام؟

يستعد أهالي جدة التاريخية لشهر رمضان المبارك منذ شهر شعبان بالصيام التطوعي وعلى أواخر شهر شعبان تظهر العادات الشرائية والتسوقية للمستلزمات الغذائية الخاصة بأكلات رمضان، كما لا ينسون أصحاب الحاجة من الأرامل والمطلقات والأيتام ويستمر العطاء لكل ما يحتاجونه لباقي شهر الخير بالإضافة إلى المعونات والمساعدات الإنسانية.

● ما أبرز العادات والسلوكيات القديمة؟

من أشهر العادات الجداوية الاهتمام بتناول السحور والإفطار عند بيت كبير العائلة الجد أو الأب، كما تتنافس ربات البيوت في صناعة أشهر الأطباق الحجازية، وتزيين الموائد بأطيب الطعام، وتبادل التحايا والأطعمة المختارة بين الجيران قبيل أذان المغرب، ومن أهم العادات التي كانت معاصرة لتلك الأجواء الرمضانية الأصوات الملائكية لكبار السن في تجويد وترتيل قراءة القرآن في مساجد جدة التاريخية، والتي كان يسمعها كل من مر على تلك المساجد التاريخية والتي تمزج هوية المكان وروعة التصميم في فن العمارة الإسلامية، وجدة تزخر بالعديد من المساجد التاريخية مثل مسجد الشافعي ومسجد عثمان بن عفان ومسجد الباشا ومسجد عكاش ومسجد المعمار، وغيرها من المساجد التي ما زالت تحتفظ بتراثها المتميز بالابتكارية والمزج بين القديم والحديث بطابعها المعماري والهندسي الجاذب للأنظار. وللألعاب الشعبية نصيب في رمضان قديمًا بين الفتية والشبان، فقد كانت هناك لعبة «الكبت، الضاع، الطره»، وغيرها، وفي هدأة الليل يتجول المسحراتي في أزقة الأحياء لإيقاظ النيام للسحور.

● ماذا عن مركاز العمدة وأثره تاريخيا؟

المركاز مستودع الأسرار للعائلات وأحوالهم في جدة التاريخية، ويعتبر من معالم التراث القديمة للمدينة ففيه يجتمع لدى العمدة كبار أهل الحارة بمختلف طوائفهم، وفيه يتداول حكماء المركاز بعض المشاكل التي تحدث بين السكان ومناقشة الحلول لها، ومساعدة الفقراء أو الأسر التي فقدت معيلها، وكذلك الأيتام، وغير ذلك مما يكون فيه منفعة للحارة والبلد وتعليمات الحكام.

● بماذا تنصح الأهالي في ظل جائحة كورونا؟

الواجب علينا كمواطنين ومقيمين بهذه البلاد الطاهرة التي يتوافد إليها المسلمون أن نلتزم بالإجراءات الاحترازية، ونعاهد أنفسنا بالبعد عن التجمعات العائلية أو السوقية لنحمي أنفسنا وأهالينا خاصة كبار السن، وذلك هو السبيل الآمن لعودة الحياة إلى طبيعتها، كما يجدر بنا أن نشكر حكومتنا الرشيدة والتي تعنى بالقول والفعل على رعاية مواطنيها والمقيمين على أراضيها وأعطت النصائح والإرشادات وفرضت الضوابط ونشرت البروتوكولات لحمايتنا منذ بداية الجائحة.

وأنصح نفسي والآخرين بتقوى الله في السر والعلن واستحضار النية الطيبة مع الجميع، والعفو والصفح بين المتخاصمين والبعد عن فواحش الكلام والالتجاء إلى الله، خاصة في مثل هذه الظروف والتي يمر بها العالم والالتزام بالتعليمات والتوجيهات التي تطلقها الصحة لحماية أنفسنا وأهالينا.

أكد عمدة أحياء جدة التاريخية لحي اليمن والبحر والمكلف بحي الشام والمظلوم، العمدة سلطان عبدالصمد، ضرورة التزام الجميع بالإجراءات الاحترازية والابتعاد عن التجمعات العائلية أو السوقية؛ لأنها السبيل الآمن لعودة الحياة إلى طبيعتها، ولفت خلال حديثه لـ«اليوم» إلى أهمية مساعدة الفقراء والأيتام خلال رمضان وسد احتياجاتهم.

وإلى نص الحوار..