اليوم - الدمام

الغموض يتزايد في كل حلقة بالمسلسل والكل يتساءل: من أشعل الحريق؟

حريق ضخم يبتلع منزلاً بجميع ساكنيه إلا ناجية واحدة هي «وصايف»، فهل نجت تلك المرأة بمحض المصادفة؟ ولماذا فقدت ذاكرتها فجأة بعد الحادثة؟ هل هي ظالمة أم مظلومة؟ وهل جاءت تلك النيران نتيجة أسباب متراكمة، أم أنها كانت سببًا في نتائج أخرى ستأتي تباعًا عندما تبدأ وصايف بطبخ انتقامها على نار هادئة؟ العديد من التساؤلات تكشفها أحداث الدراما الاجتماعية المشوقة «الناجية الوحيدة».

العمل بطولة هدى حسين، وجمال الردهان، ولمياء طارق، ومحمد العلوي، وشهاب حاجية، وفاطمة الطباخ، وسلوى الجراش، ونوف السلطان، وأوس الشطي، وإيمان العلي، وعبدالله الفريح، وآخرين، وتأليف منى النوفلي، وإخراج هيا عبدالسلام.

وتستهل هدى حسين كلامها بوصف المحور الرئيسي الذي تدور حوله الأحداث قائلة: تنجو وصايف بأعجوبة من حريق يأتي على كامل بيتها وتخسر أفراد عائلتها جميعًا، فتدخل في دوامة من المتاعب النفسية والاجتماعية في خضم حالة مؤلمة بسبب فراق أبنائها، علاوة على كل هذا وذاك، تحوم الشبهات حول ضلوعها في الحادث، فهل هي حقًا الفاعل؟ وتضيف: وصايف امرأة متزوجة ولديها ثلاثة أولاد، تعيش حياة مستقرة، قبل أن يقلب الحريق حياتها رأسًا على عقب، فتجد نفسها مضطرة لخوض مسارات أخرى تُدخلها في كثير من المتاعب والمشكلات التي لا نهاية لها.

وأشارت إلى أن منسوب التشويق في العمل كبير جدًا، إلى جانب ارتفاع وتيرة الإثارة مع تصاعد الحبكة الدرامية في كل حلقة، وأن اجتماع كوكبة كبيرة من الممثلين والنجوم يمنح العمل مزيدًا من الزخم، كالممثل جمال الردهان في شخصية نواف الذي يقتدي بأوامر أصحاب عمله مهما كانت ويطيعهم طاعة عمياء، وشهاب حاجية في دور مبارك شقيق وصايف الذي تعج حياته بالأسرار والخبايا، ولمياء طارق في دور ليالي ابنة مبارك التي تخطط دومًا للوصول إلى مبتغاها، وإن كان ذلك على حساب أذى الآخرين، إضافة إلى شخصيات أخرى ستكون في دائرة الشك، وهذا ما نتركه للمشاهد ليخمن الجاني الحقيقي.

وعن اجتماع ثلاث سيدات على رأس هذا العمل بين كتابة وتمثيل وإخراج، تعزو هدى حسين الأمر إلى الصدفة، وتضيف: هذا ما ارتأته الشركة المنتجة، فالنص من كتابة منى النوفلي، ويمتاز نصها بتصاعد وتيرة حبكته على الدوام، أما المخرجة هيا عبدالسلام فأعجبني جدًا التكنيك الذي تستخدمه إلى جانب حسها الإخراجي المرهف، إذ نجحت في نقل عناصر الغموض والإثارة بكل حرفية ودقة، واختتمت كلامها قائلة: رحبت بهذا التعاون النسائي المميز، ونأمل أن يكون العمل عند حسن ظن الجمهور.

وتؤكد المخرجة هيا عبدالسلام أنها لم تتردد في الموافقة على النص عندما عُرض عليها، وتضيف: عندما قرأته وجدت أنه من القصص الاجتماعية التي أحبها، وكنت واثقة من قدرتي على إضافة لمستي الخاصة عليه، لا سيما أنه يحمل الكثير من التساؤلات ضمن حبكة درامية تشويقية بامتياز، ويتطرق العمل إلى امرأة كانت تعيش بصورة طبيعية مع أسرتها إلى أن أتى الحريق المدمر على كل ما تملكه في هذه الحياة، وأهمه أبناؤها، فكيف لامرأة خسرت كل شيء أن تعود إلى طبيعتها بعد هذه المأساة؟، هذا هو التساؤل الأساسي في العمل والمحور الذي تدور حوله الأحداث.

وتصف إيقاع العمل بـ «المميز والسريع والمليء بالحركة»، موضحة أنها حرصت على استخدام إيقاع إخراجي موازٍ يتماهى مع النص من حلقة إلى أخرى، مضيفة: ستجعلك حركة الكاميرا تشعر أنك تتنفس مع الشخصيات طوال الوقت، كما أن هدى حسين تقدم شخصية تحمل أبعادًا نفسية كثيرة، وهي من الفنانات اللاتي لا يوافقن على نصوص عادية، بل تبحث دائمًا عن النصوص الثرية. وتصف لقاءها مع هدى حسين بقولها: هذا أول عمل يجمعني بها كمخرجة، علمًا بأنني عملت معها كمساعدة مخرج في أحد أعمالها السابقة. وفي النهاية تتوقف هيا عبدالسلام عند عنصر «الغموض» الذي يعد ركيزة أساسية في المسلسل، وتقول: سيجد المشاهد نفسه منذ نهاية أحداث الحلقة الأولى أمام تساؤلات لا تتوقف ولا تخف حدتها، بل تزداد مع تصاعد الحبكة في كل حلقة، فيما ستأتي الإجابات في كثير من الأحيان لتزيد من تعقيد الأمور، فالعمل يتحدث عن بذرة الإنسان وجوهره، ولدينا الكثير من الشخصيات المركبة التي تحمل في طياتها ألغازًا خفية.

هيا عبدالسلام: حركة الكاميرا تجعل المشاهد يتنفس مع الشخصيات