ذي سبيكتاتور

أكدت مجلة «ذي سبيكتاتور» البريطانية أن التغيير قادم حتمًا في البرلمان الأوروبي، موضحة أن محاولة إنشاء تحالف برلماني أوروبي محافظ جديد قد تكون بداية تغييرات عميقة في الاتحاد.

وبحسب مقال لـ«ويليام ناتراس»، عقد رئيس الوزراء المجري فيكتور أوربان، والزعيم البولندي ماتيوز موراويكي، وزعيم حزب الرابطة الإيطالي ماتيو سالفيني، اجتماعًا في بودابست هذا الشهر لمناقشة إنشاء تحالف برلماني أوروبي محافظ جديد.

وتابع يقول: زعم سالفيني أن التحالف الجديد، الذي تم تشكيله بعد انسحاب حزب فيدس المجري من حزب الشعب الأوروبي الذي ينتمي ليمين الوسط، يهدف إلى جعل أوروبا عظيمة مرة أخرى.

وأردف: اتفق الثلاثي على الاجتماع لمزيد من المناقشات في وارسو في مايو.

ونوه الكاتب بأن تقليد شعار دونالد ترامب يشير إلى محاولة لتكرار تجربته المحافظة في أوروبا.

وتابع: من أجل الدعوة إلى النهضة الأوروبية أو رؤية بديلة لاتحاد بيروقراطي أوروبي ابتعد عن مواطنيه، ظهرت الحركة الجديدة في أعقاب نزاعات كبيرة بين 3 دول والاتحاد الأوروبي حول القضايا الثقافية والهجرة.

وأضاف: زعم رئيس الوزراء المجري فيكتور أوربان أن التحالف سيركز على «الحرية والأسرة والمسيحية والسيادة»، في محاولة لإعادة تأكيد القيم المحافظة في مواجهة التقدمية للأعضاء الغربيين والشماليين الليبراليين في الاتحاد الأوروبي.

ومضى يقول: غالبًا ما ترتبط القيم التقليدية في المجر وبولندا وإيطاليا بالدين.

وأردف: في دراسة أجريت عام 2018 وصف 40٪ من البالغين البولنديين أنفسهم بأنهم متدينون للغاية، ووجد استطلاع عام 2016 أن 71% من الإيطاليين كاثوليك، كما تشكل القيم المسيحية أيضًا عنصرًا رئيسيًا في الرسائل الحكومية في المجر، كرمز للهوية الوطنية التقليدية.

وبحسب الكاتب، قد تكون قوة الشعور الديني هذه مسؤولة جزئيًا عن السياسات الحديثة المثيرة للجدل في هذه البلدان، التي وضعتها في صراع مع بروكسل.

ونبه إلى أن هذه السياسات تتضمن ما قامت به بولندا من حظر شبه تام للإجهاض، وتحرك الحكومة المجرية لتعريف الأسرة على أساس الزواج بين رجل وامرأة والعلاقة بين الوالدين والطفل.

وتابع: الهجرة هي أيضًا ساحة معركة ثقافية أخرى، منذ أن بدأت أزمة المهاجرين في 2015، عارضت المجر وبولندا إلى جانب التشيك وسلوفاكيا، بشدة حصص المهاجرين في الاتحاد الأوروبي.

وأردف يقول: بحلول 2018 كان من المفترض أن تستقبل المجر وبولندا 1294 و7082 مهاجرًا على التوالي، في الواقع لم تقبل أي منهما على الإطلاق، مما دفع محكمة العدل الأوروبية إلى استنتاج أنهما انتهكتا التزاماتهما بموجب قانون الاتحاد الأوروبي.

وأضاف: تحتفظ المجر بوجود عسكري قوي على حدودها الجنوبية لمنع الهجرة من غرب البلقان، ويشير السياسيون المجريون إلى أزمة المهاجرين باعتبارها واحدة من أكبر التهديدات الأمنية الوطنية التي تواجه البلاد، وفي الوقت نفسه كان سالفيني وزير الداخلية الإيطالي الأسبق، منذ فترة طويلة من أشد المنتقدين لسياسة الاتحاد الأوروبي بشأن الهجرة، حيث أصدر مرسومًا مثيرًا للجدل بشأن الهجرة والأمن في 2018 يقيد حقوق طالبي اللجوء.

ومضى الكاتب يقول: في ضوء هذه الخلافات، تأمل المجموعة المجرية البولندية الإيطالية المحافظة الجديدة في الدفاع عن استقلالية الدول الأعضاء في القضايا الثقافية، بينما تناصر فكرة الثقافة الأوروبية المسيحية التقليدية.

لكن - بحسب الكاتب - موقفهم متناقض إلى حد ما، حيث يروجون لمفهوم مشكوك فيه عن القيم الأوروبية المسيحية المشتركة، في الوقت الذي تعتبر فيه التشيك، جارة بولندا، الدولة الأكثر إلحادًا في العالم.

وتابع: يشير أوربان ومورافيسكي وسالفيني إلى أن مخاوف المحافظين بشأن فقدان التقاليد موجودة في جميع أنحاء الكتلة، لكن من خلال طرح فكرة عن النزعة المحافظة الأوروبية المشتركة، فإنهم يقوضون فكرة الفردية القومية ووجهات النظر الثقافية الفريدة، التي تهدف حركتهم الجديدة إلى حمايتها.

وأردف بقوله: مع ذلك، فإن تحديد النقطة التي يصبح فيها تدخل الاتحاد الأوروبي ثقافيًا بشكل يهدد القيم التقليدية هو قضية شائكة، وتحدٍ لكلا طرفي النقاش.