سيف الحارثي - الخبر

افتراش الأرصفة للبيع والتجمع دون التزام بالاحترازات

عند دخولك حي «الصبيخة» بالخبر بعد صلاة الجمعة يقابلك الجمع الغفير للوجوه الآسيوية التي غصت بها أرجاء الحي دون التزام بالإجراءات الاحترازية للحد من فيروس كورونا، ومرورا برائحة المكان التي كانت تفوح بالبهارات الحارة وزيت الشعر وانتهاء بلغة «الأوردو» التي ضجت بها الأصوات وكتبت على معظم لافتات المحلات التجارية، دلائل كثيرة تعطيك هذا الشعور، ومنها افتراش العمالة الوافدة الأرصفة، وبيع مختلف المنتجات التجارية من ملابس وخضار ومواد غذائية وغيرها.

وجود مستمر

ويسكن الحي عدد قليل من المواطنين والعمالة العربية مقارنة بالعمالة الآسيوية، وحين تتجوّل في الأسواق تجد تجمعات مخالفة للأنظمة والإجراءات الصحية، وتكدسات داخل المحال التجارية وتجمعات خارجها وجلسات أمام المباني، وتأتي هذه المخالفات رغم الوجود المستمر والجهود الكبيرة التي تبذلها الجهات الرقابية من الدوريات الأمنية وموظفي بلدية الخبر، لتطبيق الإجراءات الاحترازية للوقاية من فيروس كورونا المستجد.

تجاهل أبسط معايير الصحة

وأوضح المواطن محمد الدوسري، من سكان الحي، أن الحي بعد صلاة الجمعة بشكل خاص يتحول لمدينة آسيوية من كثرة العمالة الآسيوية، فيما تكثر المخالفات العشوائية بمختلف أنواعها، سواء من ناحية عدم الالتزام بالإجراءات الاحترازية، أو من مخالفات نظام العمل.

مبينًا أن هناك العديد من السلبيات داخل الحي؛ مثل تجمعات العمالة أمام المحال المغلقة، وجلساتهم عند أبواب البنايات بمجموعات متفرقة تراها موزعة على مختلف الشوارع، إضافة إلى تجولهم داخل الطرقات وتكدسهم داخل المحال المصرح لها، مثل محال التموينات الغذائية، ومحال الخضار، في منظر يثير القلق والخوف، إضافة لتكدسهم داخل غرف صغيرة تخلو من أبسط معايير الصحة.

عواقب وخيمة

وطالب المواطن سعود الحسن بتشديد الحملات الرقابية والتفتيشية من الجهات المعنية داخل حي الصبيخة؛ للحد من هذه المخالفات التي لها عواقب وخيمة على المجتمع، صحيًا واجتماعيًا واقتصاديًا، مضيفًا إن هناك وجودًا للدوريات الأمنية وموظفي البلدية داخل الحي باستمرار، ويبذلون جهودًا كبيرة لحماية السكان وتطبيق الإجراءات الاحترازية، ولكن للأسف العمالة تختفي عند مشاهدتهم وبمجرد ذهابهم عن الأنظار يعودون للتجمعات أمام المحلات المغلقة وعند البنايات، وهو الأمر الذي يصعّب من مهام الجهات المعنية في التعامل مع المخالفين، مطالبًا بوجود أكبر عددٍ من رجال الأمن وفي كل الأوقات لإيقاف المخالفين، حماية لصحتهم وصحة المواطنين.

كثرة التجمعات

وأكد المواطن مفلح الشهراني عدم التزام العمالة الوافدة التي تقطن الحي بالتعليمات والأنظمة الاحترازية للوقاية من فيروس كورونا، ونلاحظ انتشارهم وتجمّعهم، وكأن الأوضاع طبيعية وتخلو من أي تحذيرات أو وباء مُعدٍ يهدد العالم أجمع، موضحًا أن العمالة تجدهم يتجمعون بأعداد كبيرة في كل زاوية بالحي، ويتبادلون الأحاديث وقوفًا وجلوسًا، إضافة لتكدسهم داخل التموينات ومحلات الخضار دون استشعار لخطورة إصابتهم بالمرض أو انتشاره بينهم.

أوضح رئيس بلدية الخبر م. سلطان الزايدي، أن منسوبي البلدية ومراقبيها موجودون بشكل مستمر داخل حي الصبيخة، ويرتكز عملهم على الرقابة الصحية داخل المحلات وخارجها وتنظيم العمل بها بالشكل الذي يحفظ الصحة العامة، فيما تتم مخالفة المحلات التي تتهاون بالتعليمات والأنظمة وإنذارها بالإغلاق في حال عدم الالتزام بالإجراءات الاحترازية.

وأكد م. الزايدي حرص بلدية الخبر على توفير بيئة صحية وآمنة في الأوقات كافة، واستنفار جميع الموارد والإمكانات لمواجهة المواقف الاستثنائية، بالتعاون مع مختلف الجهات وضمن خطة محددة الأهداف تضمن سلامة أفراد المجتمع وأمان المنشآت والمرافق العامة.

وفيما يتعلق بالعمالة المخالفة للبيع، بيَّن أن هناك غرامات مالية تفرضها بلدية محافظة الخبر على «البسطات المخالفة»، وفقًا للائحة الجزاءات والغرامات عن المخالفات البلدية، موضحًا وجود خطة عمل شاملة تستهدف تكثيف الخدمات البلدية والرقابة على الأسواق، إضافة إلى تكثيف الجهود لمنع البيع العشوائي داخل الأحياء بالمحافظة، ومنع العمالة الأجنبية التي تزاول النشاط بشكل غير قانوني، حيث إن البيع المتجول أو استخدام الأرصفة غير قانوني، وأن البلدية لا تمنح رخصًا لمزاولة هذه المهنة تحت أي ظرف أو مسمى.

«البلدية»: رقابة يومية لمنع التجمعات والبسطات المخالفة

ورصدت (اليوم) خلال جولتها الميدانية العديد من المظاهر السلبية التي تهدد سلامة السكان، نتيجة عدم التزام عدد كبير من العمالة بالتعليمات والإجراءات الاحترازية الصادرة من الجهات المختصة، وهو الأمر الذي قد يتسبب في زيادة أعداد المصابين بكورونا، وانتشاره داخل الحي بين العمالة الوافدة التي تقضي نهارها في التجمعات والتجوّل دون أدنى مسؤولية.

غياب المسؤولية