المبتعث نايف العنزي يكتب:

نسائم رمضان قد حلت، وها هي أشواقنا تتزايد لصيامه بالقرب من أهلنا وأحبابنا ولكن بإذن الله في شهر آخر.

شهر رمضان شهر الرحمة والمغفرة والعتق من النار، شهر المحبة وصلة الأرحام، فلنحرص جميعا على اغتنامه بالطاعات وتجنب المنكرات والخروج منه فائزين بإذن الله. شهر رمضان في رحلة الابتعاث هو من أكثر الأمور الحساسة لنا كمبتعثين، نظرا لأننا ندرس إجبارا في أوقات طويلة خلال النهار، وهذا به بعض المشقة نسأل الله القبول والإخلاص في الصيام.

وأما الحياة بعد جائحة كورونا، فهي تحد قليلا من التجمعات البشرية، وذلك إذعان لمتطلبات الحكومة الأسترالية، حيث إن الدولة تحث الجميع على البقاء إلى مسافات متباعدة، والالتزام بشروط السلامة في التنقلات العامة حتى تحكم سيطرتها على تفشي هذه الجائحة، بالإضافة إلى أن الدراسة والتطبيق العملي لا يخولني كطالب الإكثار من الزيارات إلا ما ندر وأما ما يتعلق بالإفطار العبء الأكبر على الطلبة غير المتزوجين فهم العرضة الأكثر للحنين للعودة ولكن تخوف الطلبة المبتعثين من العودة إلى أهاليهم يسبب لهم الارتباك، خصوصا مع رفض السلطات الرسمية بأستراليا منع عودة الطلاب إلى مقاعد الدراسة. وعلينا الكثير من العبء النفسي، ولكن اهتمام دولتنا الرشيدة وما يقدمه المسؤولون يخفف هذا الأمر قليلا، ونسأل الله التوفيق والنجاح لجميع الطلبة كي نعود مرفوعي الرأس لخدمة ديننا وملكنا والوطن الغالي.

بهذه المناسبة الكريمة أود إيصال تهنئتي بشهر رمضان المبارك إلى والدي أطال الله في عمرهما ورزقني برهما، ومن ثم خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان -حفظه الله-، وولي عهده الأمير محمد بن سلمان -حفظه الله-، وشعب المملكة العربية السعودية الكريم والأمة الإسلامية ككل، وأسأل الله -عز وجل- أن يرزقنا صيامه وقيامه إيمانا واحتسابا، وأن يبشرنا بزوال الوباء والبلاء والأحزان، وأن يجعل رمضان هذا العام فاتحة خير وفرج وسعادة علينا وعليكم وعلى الأمة الإسلامية.