عبدالله الألمعي

شاع اليوم في محيطنا العربي عامة والسعودي خاصة، تيار «النسوية» الذي يرجع تاريخه إلى حقبة زمنية ماضية في مناطق أوروبا، بهدف مساواة المرأة بالرجل والمطالبة بحقوقها وحريتها، لما واجهته من ظلم وكبح لها!

ومع مرور نشأة النسوية آنذاك لم تخرج بنتيجة مرضية لما رغبن فيه، وتحورت الكثير من القضايا والمشكلات حتى تعمقت ووصلت إلى تكوين عداوة شرسة بين الذكر والأنثى، والإيهام بأن كل طرف يقتحم حق الآخر، وأنه يجب عدم التصالح بينهم.

لا يهمني مجتمعهم صراحة وما يرغبون فيه وما ينهون عنه، لكن ما يهمني أن هذه الحركة قد تغلغلت جذورها في وسطنا العربي المسلم بكل قوة وذكاء، بأدنى الصدق أقولها.

في فجاءة الأمر سكنت أفكارهن التغريبية والغريبة بيننا دون أن نشعر، وأصبحت سلطة منابر النسويات تحكم بحكم أنثويات يمتلكن جماهيرية سابقة لكثير من الفتيات، تغيرت حينها مبادئهن وقناعاتهن، بل انسلخن انسلاخا كاملا عما كن عليه في السابق، للتفرغ لهذه الحركة.

لم يهمهن حق المرأة ولا إعطاء حرية لها أبدا، لأنهن يدركن بأننا نعتنق دينا عظيما قد كفل حقها الكامل في نصوص عدة عبر القرآن والسنة، ومجتمعنا ليس بحاجة لاحتضان هرائهن وكذباتهن ليكملن نقصا ويسددن ثغرة.

حملت هؤلاء النسويات على عاتقهن شر المساس بالمرأة على طريقة «حق أريد به باطل»، فمطالباتهن وصرخاتهن تدور على ضرب المجتمع، لعلمهن أن المرأة لها تأثيرها وقيمتها وتعد لبنة هذا المجتمع لدينا، فانحدرت مطالباتهن بمقارناتهن أن الغرب في انفتاح كبير وحريات واسعة! على الرغم من أن هذه الحركة نشأت لديهم ولم تزل، وشر البلية ما يضحك.

متلونات هؤلاء النسويات، يجعلن فئتهن المستهدفة دوما وأبدا من المراهقات والصغيرات في السن ذوات العقول الناشئة، لبث سمومهن بعقوق الوالدين وكره الرجل والامتناع عن الزواج، حتى وصل الأمر إلى تشكيكهن في أمور دينية تعد مسلمات لا نقاش فيها، في إطار متخف اسمه الإلحاد.

مجابهتهن تدور حول الوعي ولا حل آخر إلا بالوعي، فيجب توعية كل فتاة حول هذه الفئة المتطرفة، وخير خاتمة لهذا المقال وصف الكاتبة كوثر الأربش: «هن بلطجيات حقوق».

@asir_26