د. شجاع البقمي يكتب:@shujaa_albogmi

تتبنى المملكة مشاريع الطاقة المتجددة من منطلق حرص وريادة واستثمار وقوّة، حيث تعتبر من أكثر دول العالم، التي تهتم بملف الحفاظ على البيئة... الثقل العالمي الكبير للمملكة على مستوى الطاقة التقليدية لم يثنها عن الاستثمار والريادة المقبلة في مشاريع حيوية وكبيرة في الطاقة المتجددة... إنها معادلة صعبة... لكنها معادلة ريادة واستثمار ونجاح لوطننا العظيم.

قبل أيام قليلة أشرقت شمس جديدة لمشاريع الطاقة المتجددة في المملكة، جاء ذلك برعاية سمو سيّدي ولي العهد الأمير محمد بن سلمان بن عبدالعزيز -حفظه الله-، لافتتاح مشروع محطة سكاكا للطاقة الشمسية، الذي يعد بداية مشروعات الطاقة المتجددة في المملكة، وتبلغ سعته الإنتاجية 300 ميجاوات... كما شهدت مراسم الافتتاح توقيع اتفاقيات شراء الطاقة لسبعة مشروعات أخرى للطاقة المتجددة في مختلف مناطق المملكة، مع 5 تحالفاتٍ استثمارية مكونةٍ من 12 شركةً سعوديةً ودولية.

الأمير عبدالعزيز بن سلمان بن عبدالعزيز وزير الطاقة، أكد أن هذه المشروعات تمثّل تطبيقاً عملياً، على أرض الواقع، لرؤية المملكة 2030، وهو الأمر الذي يُسهم في الوصول إلى مزيج الطاقة الأمثل، وتحوّل المملكة من استهلاك الوقود السائل إلى الغاز والطاقة المتجددة، الأمر الذي يجعلها علامات فارقة في مسيرة قطاع الطاقة.

الاستثمار في الطاقة المتجددة هو استثمار في المستقبل... هذا بالإضافة إلى الحفاظ على البيئة كأحد أبرز المكتسبات، ورفع كفاءة استهلاك الطاقة في إنتاج الكهرباء... كيف لا... وأحد المشاريع السعودية حقق أرقاماً قياسية عالمية جديدة تمثلت في تسجيل أقل تكلفة لشراء الكهرباء المُنتجة من الطاقة الشمسية في العالم، حيث بلغت تكلفة شراء الكهرباء من مشروع الشعيبة 1.04 سنت أمريكي لكل كيلو وات ساعة.

مثل هذه المشاريع الحيوية، ستُمكّن المملكة من رفع كفاءة استهلاك الطاقة في إنتاج الكهرباء، كما أنه يؤكد تعزيز مستوى التزامها البيئي، بخفض مستوى الانبعاثات المتسببة في الاحتباس الحراري... هذه الريادة السعودية الحيوية والطموحات الكبيرة... ستجعل المملكة بإذن الله مركز ثقل عالميا في الطاقة المتجددة، كما هو الحال اليوم في الطاقة التقليدية.