د. مطيران النمس

التسوق من الأشياء المهمة لدى كل شخص بالحياة ومن الناحية النفسية يساعد كثيرا في تحسن المزاج ويقلل من عامل القلق والتوتر، عندما تذهب إلى السوق بهدف البحث عن حاجياتك المنزلية أو الشخصية، تواجه صورا مختلفة داخل هذه الأسواق من اختلاف الشخصيات وتنوع النفسيات، وتشاهد بضاعات كثيرة ومتنوعة في مصادر صناعتها وعامل جودتها، هناك من أصحاب هذه المحلات من يضع الأسعار على هذه المنتجات سواء كانت غذائية أو كماليات أخرى، وعلى الجانب الآخر، تجد من لا يهتم في هذا الجانب، في ظل غياب المراقبة الذاتية أولا، ومن ثم ضعف الرقابة الرسمية، مما يعزز نمو عملية الغش والتلاعب، والاختلاف في فرض الأسعار في محل عن الآخر، وهي نفس المحلات ويوجد فيها نفس البضاعة، ومع ذلك تجد أن أصحاب بعض هذه المحلات يدعي المثالية، وأن بضاعته هي الأجود في الصناعة، وأنه يراقب الله في الأسعار، وعمليات التخفيض، كثير من المستهلكين يشتكون من اختلاف الأسعار، والتاجر يقول إن هذا الكلام غير صحيح،، ويعاتب المستهلك بأنه لا يبحث عن الجودة، وأنه يتذمر كثيرا من رفع الأسعار، تذكرت قصة حدثت مع رجل فقير كانت زوجته تصنع الزبدة وهو يبيعها في المدينة لإحدى البقالات وكانت الزوجة تعمل الزبدة على شكل كرة، وزنها كيلو جرام، وهو يبيعها لصاحب البقالة، وفي يوم من الأيام شك صاحب المحل بالوزن، فقام بوزن كل كرة من كرات الزبدة فوجدها تسعمائة جرام، فغضب من الفقير، وعندما حضر الفقير في اليوم الثاني، قابله بغضب، وقال له: لن أشتري منك يا غشاش، تبيعني الزبدة على أنها كيلو، ولكنها أقل من كيلو بمائة جرام، حينها حزن الفقير ونكس رأسه ثم قال: نحن يا سيدي لا نملك ميزانا، ولكن أشتريت منك كيلو من السكر، وجعلته لي مثقالا كي أزن به الزبدة، هناك من المتسوقين من يشتري شيئا معينا من محل من السوق، ثم يذهب إلى المحل الذي بجانبه، لكي يسأل عن هذا الاحتياج من الكماليات التي هي معه، ولكن من أجل كشف زيف بعض هؤلاء الجشعين والغشاشين، يتفاجأ بأن السعر مختلف تماما، فيقول له، انظر هذه نفس البضاعة ونفس المصدر، ولكن السعر مختلف فيقع صاحب المحل في موقف حرج، ويجلس يصنع المبررات، بأن بضاعته مميزة، وعالية الجودة، وكل ذلك يخالف الحقيقة، هذا لا يشبه تماما صاحب البقالة والفقير بائع الزبدة بالغش وهو يزنها بميزان حجم السكر الذي باعه له كيلو وهو أقل من ذلك، ربما الصدف تكشف الغشاشين ويقعون في شر أعمالهم، وربما ذكاء المستهلك له دور في ذلك، لذلك الدور المناط بالجهات الرسمية الخاصة بالأسواق كبير لمتابعة الأسعار والتشديد على هذه المحلات بدقة، وكذلك دور المستهلك بالتبليغ عن مثل هذه المخالفات التجارية.

alnems4411@