وضحى سعد الراشد

لا أحد يبدأ من القمة، إذاً عليك أن تشق طريقك إليها..

فالنجاح هو صنع كيان مختلف عن المعتاد، لأن المبدع هو مَنْ يصنع الفرق بصناعة محتوى مميز، متمسكاً بالثوابت، مصطحباً مبادئك، التي قرأتها وتعلمتها وأدركت أنها لا تقدح في عقيدتك، لأنها وإن كانت تمنحك الوقوف معتمداً على قدميك مساحة صغيرة في هذا العالم.

‏لكن الوقوف معتمداً على عقيدتك ومبادئك، التي تؤمن بها قد يمنحك العالم كله..

فالمبادئ ليست شيئاً ميتاً ترقد في بطون الكتب، ولكنها شيء حي يسكن في كياننا يجب تفعيله حتى لا تموت فينا الحياة بموت المبادئ.

ولا بد أن نوقن أن الظروف تلعب دوراً كبيراً في حياة الأفراد، وأن مقياس النجاح للناس لا ينبغي أن يقاس بمقدار الجهد فقط، وإنما للعوامل الخارجية والظروف أياً كانت!

ولنعلم أنه ليس كل مَنْ بدأ بداية صحيحة كانت نهايته إصابة الهدف بالملّي، وليس كل مَنْ كانت بدايته غير سليمة انتهت بذلك، فالحياة لا تبقى على وتيرة واحدة، بل إن لها متغيرات وتقلبات ومجهولا يُحل، وآخر مستحيل الحل، كلها يصب في جعبتك صباً في النهاية، ويجعلك مخزنا من الطاقة، التي تدفعك للانطلاق أو العكس، فيغيرك تماما، فلست أنت أنت قبل سنين مضت، وقد لا تفقه شيئاً فيحالفك الحظ والتوفيق فتنجح!

فما هو مقياس النجاح أو الفشل؟

ومتى يُحكم على تجربتنا بالفشل أو بالنجاح؟‏

بداية والأهم من ذلك كله أن الإنسان، الذي يسعى للنجاح يجب أن يتحمل ويتقبل نتيجة أفعاله، فالإخفاق لا يعني أنك فاشل، بل يعني أنك لم تنجح بعد في الوصول إلى مستهدفاتك، أو لم تجد البيئة الخصبة، ولا مفر من دخول الإخفاق على حياة كل منا، فالنفس البشرية لا يُقضى عليها حين تخفق، بل حين تستسلم.

ذلك لأن الحياة لا معنى لها إلا بالمواصلة والمحاولة بإيجابية وإصرار وجهاد، سواء كان جهاد النفس أو العوائق أو الشر، وهو السبيل الوحيد نحو الاجتهاد والنجاح بالدنيا والآخرة.

إن المثابرة والثبات عليها بالعزيمة لا تقتل البشر مهما كان العمل على ذلك شاقاً وقاسياً، ‏لكن عدم الطموح والاستسلام يجعل الإنسان ضحية للزمن الفارغ، ويقتل حتى أنبل ما فيه.

اكتشف نفسك..

‏فحين تكتشف مواهبك وقدراتك الكبيرة ستدرك في نفسك ما لم تكن تعلمه عنها، وستسمو بك الحياة لتلامس كل الأمنيات الجميلة، وتُسقط كل ما يُكَبّل جماح النجاح فيك، واحذر أن تكون ضحية عدم تَشجيع الآخرين لك أو انتقادهم الهدام..

فبالحكمة والهدوء النابع من ثقتك بنفسك تستطيع التمييز بين النقد الإيجابي والنقد الهدام، لتتقبل النقد الإيجابي وتستفيد منه وتتجاهل النقد الهدام، بل تجعله كالطوب الذي تضعه تحت أقدامك كلما زاد حجمه وعدده زدت ارتفاعاً وسمواً ووصولاً لعنان السماء، أقلها ستصل إلى أن تعيش حياتك بجهودك مرتاح الضمير؛ لأنك لم تقصر في حق نفسك، مرتاحاً بطريقة تهبك الشعور بالكثير من السعادة، والقليل من الألم، وقد حصلت على باكورة سعيك سواء كان شيئاً ملموساً بين يديك أو احتسبته أجراً يوفى إليك لاحقاً عند مليك مقتدر.

عندما تقرر من عمق نفسك أن تجعل نفسك سعيداً رغم كل شيء، وتشعر نفسك بأنّك كذلك، وتسعى ستدب في كيانك دماء السعادة بشكل مذهل.

بالنهاية كل شخص لديه قصة نجاح في أحد جوانب حياته بمفهومه المختلف، فبعضهم لديه مدارج يقلع منها إلى النجاح وبعضهم إذ لم تكن لديه تلك المدارج يقوم بتشييدها، ألمهم أنه لم يترك نفسه مُكبّلا بالحسرات.

أخيراً.. الحكمة اليابانية تقول: «إذا سقطت سبع مرات، قف للثامنة ولا تبالي».

إذاً الحياة هي مغامرة ذات مخاطر أو هي لا شيء على الإطلاق.

@wadha909