اليوم – الدمام



- خطر قيادة إيران حقيقي بسبب سلوكها المتمرد في العقود الأربعة الماضية

- كل محاولات ترشيد سياسات القيادة الإيرانية باءت بالفشل

- عالمنا يعيش حالة مخاض صعبة وصعب التنبئ بما ستكون عليه الحالة الاستراتيجية في العالم

- نزيف الدم في العراق وسوريا دليل واضح على طبيعة التدخلات الدولية

- ينبغي العمل الحثيث عبر منظومة مجلس التعاون لنكون مستعدين لمواجهة كل الأخطار

- لا نكن عدواة لإيران ولكن أي خلل في توازن القوى معها سيجرؤها لتنفيذ طموحاتها التوسع

- درور طهران المخرب في العراق هو نفسه الذي تقوم به في سوريا و اليمن و لبنان

- العودة للاتفاق النووي بحالته الراهنة لن يعالج الخطر الإيراني وسيحث دول المنطقة للجوء لمعالجات أخرى

قال الأمير تركي الفيصل بن عبدالعزيز آل سعود رئيس مجلس إدارة مركز الملك فيصل للبحوث والدراسات الاسلامية والرئيس السابق للاستخبارات العامة السعودية ، أنه لا يخفى على أحد مايموج به عالمنا من أحداث وماتعيشه أوضاعه من تحولات وماتجري به من استقطابات وماتفرضه هذه التحولات من تحديات استراتيجية ، ليس فقط على الدول العظمى ولكن أيضا على كافة الدول وحالة عدم اليقين حاليا على مستوى العالم تثير كثير من تساؤلات لدى القادات والشعوب في أن واحد ولا توجد إجابات جاهزة لها فعالمنا يعيش حالة مخاض صعبة وليس من اليسير التنبئ بما ستكون عليه الحالة الاستراتيجية في العالم قبل معرفة طبيعة نتيجة هذا المخاض .

وأشار الأمير الفيصل خلال مشاركته قبل قليل في منتدى البلاد الذي تنظمه صحيفة البلاد البحرينية ويشارك بحضور أكثر من 60 شخصية عربية قيادية ، إلى أن الأمور في المنطقة تتغير وتتبدل بسرعات متفاوته وبفاعلين تتعد إنتمائاتهم وتتناقض مصالحهم وعبر مسارات متعرجة لا نعرف نهايتها ، وليس من اليسير قراءة الاوضاع الحالية من خلال الاحداث الجارية على السطح التي تزيد المشهد تعقيدا كل يوم ، حيث أن كل هذا يكشف مدى حالة الانكشاف السياسي والاقتصادي والاجتماعي والثقافي والامني في منطقتنا

وأكد على أن استمرار هذا الانكشاف يبقي أبواب المنطقة مشرعة أمام المزيد من عدم الاستقرار والفوضى وعلى نحو أكبر أمام التدخلات الخارجية التي تسعى إلى شغل إي فراغ سياي أو أمني يحدث فيها ، ومن ثم فإن دول الاقليم عرضة لمثل هذه التدخلات ، ولنا عبر لما حدث في العراق إذ كانت نتيجة التدخل الخارجي فيه أن جعلته ميدان للفوضى وعدم الاستقرار ومن ثمه تقديمة للقيادة الإيرانية بأبخس الاثمان،

وواصل الفيصل حديثة قائلا : قد رأينا ما يشكله ذلك من تهديد للامن الوطني للدول المجاورة للعراق ، وما نشهده اليوم من صراع على سوريا واستمرار نزيف الدم فيها دليل واضح على طبيعة التدخلات الدولية التي لا ترى الا مصالحها الاستراتيجية الخاصة ، حيث سلمت دول الخليج من الأزمات والحروب التي تعرضت لها دول المنطقة؛ إلا أن المستقبل لا يمكن التنبؤ به .

لذلك ينبغي العمل الحثيث عبر منظومة مجلس التعاون الخليجي لنكون مستعدين لمواجهة كل الأخطار لاسيما في ظل التدخلات الإيرانية الخارجية وغموض نواياها ،كما أن كل محاولات ترشيد سياسات القيادة الإيرانية باءت بالفشل .

وأكد الأمير تركي الفيصل قائلا: لا نكن عدواة لإيران ولكن أي خلل في توازن القوى معها سيجرؤها لتنفيذ طموحاتها التوسع، فخطر قيادة إيران حقيقي بسبب سلوكها المتمرد في العقود الأربعة الماضية من خلال سعيها المبطن والمعلن لتفتيت نسيج مجتمعات دول المنطقة والاستمرار في أنشطتها، ودروها المخرب في العراق هو نفس الدور الذي تقوم به في سوريا و اليمن و لبنان ، حيث لا تتوقف القيادة الإيرانية عن تزويد كلابها في المنطقة بالصواريخ البالستية

وأضاف : لا أبالغ إذا قلت أن السياسات الإيرانية في المنطقة لا تقل خطرا عن السلاح النووي ، ,و دول الخليج العربي رحبت بالاتفاق النووي إذا كان ستعيد إيران لمنطق وسلوك الدولة، إلا أن ذلك زاد من بلطجية إيران في المنطقة ، غير أن العودة لـ الاتفاق النووي بحالته الراهنة لن يعالج الخطر الإيراني على المنطقة وسيحث دول المنطقة للجوء لمعالجات أخرى .