د. علياء المروعي

يتصور الإنسان في بعض الأوقات أنه سيظل على حال واحد، وينسى أنه ضيف في هذه الدنيا فيومه يصنع ذكرى غده. لا مفر من وجود الذكريات ولكن الأهم تجاوزها بما يكفي أن نصنع حاضرا أجمل عوضا عن تذكر الذكريات وإعادة ما حصل في الماضي مرات ومرات، مما يجعل الإنسان يتأثر ويصبح واقفا في منطقة الماضي لا يريد الحراك باكيا على ما حصل في ماضيه ومستاء من واقعه وما يحصل حوله.

عندما يفتقد الإنسان نفسه ويرى أن مشاعره تعثرت فلا يمكنه المضي قدما ولا الرجوع إلى الماضي، ليجد نفسه حائرا كيف يقف مرة أخرى من هذه العثرة.

للوقوف من عثرات الأيام يحتاج أي شخص أن يتدارك المواقف بعدة أمور:

1- أن يتوكل على الله.

2- يكون سباقا للخير وخدمة الآخرين.

3- يصنع صداقات حقيقية بمواقف ثابتة.

4- يكون كريما في وفائه ومشاعره لأهله وأقاربه.

5- تقبل الاختلاف والآخرين كما هم فلا يجب علينا تغيير الكون.

6- التغيير يبدأ من داخل الإنسان في الحب والوفاء لأبسط جميل.

البذرة التي تغرسها اليوم ستجد صداها يعود لك وفاء تطيب به جروحك في الغد، فلا تقلق ولا تيأس ولا تستسلم للحزن والوحدة.

سواء كنتم آباء أو أمهات أو معلمين أو موظفين أو أحد جنود الوطن أو حتى أبناء أو عاملين بأي قطاع، تذكروا رحلتكم تبدأ بحبكم لأنفسكم ومن حولكم، ويستمر الوفاء بتقبلكم لأنفسكم وإنجازاتكم وتقبل الآخرين سواء أصابوا أو أخطأوا. وتزدان رحلة العمر بحب الآخرين وحمد الله وشكره على هداياه في وجود أناس من حولنا يحبوننا بصدق وينصحوننا بلين ويأخذون بأيدينا إلى دروب السعادة والتغيير فهذا هو الوفاء الحق الذي يدوم صداه في أرجاء الكون.

إن الوفاء للوالدين بالبر والطاعة وللمربين من جد وجدة وأخوال وأعمام وأقارب وأصدقاء وأشخاص نلقاهم على قارعة الدروب صدفة بحبهم وتقبلهم كما هم، ليعود صداه إلى آخر العمر بشكل مختلف يبث السعادة في الروح والحياة ونتعايش مع الواقع بكل قناعة ورضا من الرحمن.

aalmarwaey@yahoo.com