علا عبد الرشيد - القاهرة

66 % يرونه مساهما في تحقيق سعادتهم

كشفت دراسة استطلاعية حديثة أن 60 % من الموظفين في المملكة، جاهزون لدعم السياسات الحكومية الرامية إلى مساعدة الموظفين على تبنِّي نموذج العمل «الهجين» Hybrid (العمل من المنزل والمكتب وأي مكان آخر)، فيما اعتبر 66 % أن نموذج العمل الهجين سيسهم بتحقيق سعادتهم.

أماكن العمل

وأظهرت الدراسة التي شملت آلاف الموظفين في 11 دولة حول العالم من بينها السعودية، وضمت مصر، والإمارات، والنمسا، وكندا، وفرنسا، وألمانيا، والهند، وسويسرا، وإنجلترا وأمريكا، وأجرتها شركة الأبحاث «ديفيز هيكمان»، لصالح شركة «أفايا»، رغبة الموظفين في العمل من خارج المكتب، أو على الأقل اعتبار المكتب واحدًا من المراكز التي يمكن اعتمادها للعمل إلى جانب المنزل وغيره من الأماكن المناسبة.

وعبَّر 47 % من المُستطلعين عن سعادتهم في العمل، لكنهم اعتبروا أن مَن يعمل من المنزل، يضطر للعمل أكثر مما لو كان في المكتب، معربين عن مخاوفهم من التغيّرات الكبيرة التي أصابت نماذج الأعمال.

الثقة والأدوات

وقال المدير العام لشركة أﭬايا في المملكة زهير دياب، إن الدراسة تُظهر بوضوح، أن التكنولوجيا لم تضمن استدامة الأعمال فحسب في السعودية، بل مكّنت الموظفين أيضًا من البقاء على اتصال دائم بشركاتهم، ومن التمتع بخيار العمل عن بُعد وتحقيق نتائج مُذهلة بفضل فعالية الأدوات التكنولوجية من جهة والثقة التي أولتها الإدارات للموظفين من جهة أخرى، مستطردًا: والأهم ربما في هذه الدراسة، هو أن الشركات السعودية، أدارت عملية العمل عن بُعد بكفاءة ونجاح، وهذا الأمر انعكس على مستويات إنتاجية الموظف انطلاقًا من منزله. ومن جهة أخرى، انعكس نجاح عملية العمل عن بُعد على ثقة الموظف بنفسه وبكفاءة وقيمة عمله، ولهذا عبَّرت أغلبية المُستطلعين في السعودية عن استعدادها لدعم السياسات الحكومية الرامية إلى مساعدة الموظفين على تبنِّي نموذج العمل «الهجين» Hybrid الذي يتضمَّن العمل من المكتب والمنزل وأي مكان آخر.

الجاهزية التكنولوجية

وأظهرت النتائج الأرقام إقبالًا كبيرًا من الموظفين على تفعيل قدراتهم إلى أقصى حد ممكن للاستفادة من جاهزيتهم التكنولوجية على تحقيق استدامة الأعمال عن بُعد.

وقال 56 % منهم إن «يحبون» نموذج العمل من أي مكان، فيما أعرب 10 % عن كرههم لهذا النموذج.

وقال 66 % من المشاركين إن نموذج العمل الهجين الذي يتيح ممارسة نشاطاتهم من المنزل والمكتب وأي مكان سيسهم بتحقيق سعادتهم، فيما عارض هذا التوجُّه نسبة ضئيلة ناهزت الـ17 %.

واعتبرت نسبة أساسية منهم 45 % أن العمل من المنزل لم يتسبب لهم بمصاعب مقابل 29 % ممن قالوا إنهم اختبروا تحديات داخل منازلهم نتيجة هذا النموذج من العمل.

المصاعب العائلية

وقال 45 % إن العمل من المنزل لم يتسبب بمصاعب في العلاقات الزوجية، فيما أكدت نسبة 29 % أنها واجهت مصاعب.

كما اعتبر 57 % أن تقدير عائلاتهم لهم بات أعلى مما كان قبل عام. لكن كل هذه المؤشرات الإيجابية لم تمنع 48 %من التعبير عن رغبتهم بعودة الأمور إلى طبيعتها بأسرع وقت ممكن لممارسة نشاطاتهم من مكان خاص بهم.

وعبّرت نسبة رئيسة عن رضاها عن العمل من المنزل، وقال نحو 41 % إن منازلهم مهيّأة للعمل عن بُعد، مقابل 29 % ممن اعتبروا المنزل غير مناسب، لكن بالمقابل، قال 43 % إنهم يحتاجون إلى تهيئة مساحة عمل أوسع من تلك المتوافرة، فيما اعتبر 28 % أنهم ليسوا بحاجة إلى هذه المساحة الإضافية.

نموذج مستحب

وعلى عكس المُستطلعين في بلدان عدة، اعتبرت نسبة عالية من المُستطلعين في السعودية (31 %) أن العمل من المنزل كان مناسبًا للحياة العائلية والأولاد.

وبالإجمال، أعرب 56 % من المُستطلعين عن «حبهم» لنموذج العمل من أي مكان، فيما عبَّر 10 % فقط عن كرههم لهذا النموذج، بل بات لدى نسبة رئيسة منهم هاجسًا يتمثل في العودة إلى العمل بدوام كامل من المكتب (52 %)، ولقاء الآخرين بشكل شخصي (40 %).

نموذج للتبني

وفي الإجمال يمكن القول إن التكنولوجيا لم تشكل عائقًا أمام العمل من أي مكان، إذ قال 60 % من الموظفين إنهم يمتلكون كل التقنيات التي يحتاجونها، فيما قال 27 % إنهم لا يمتلكونها.

كذلك لعبت الثقة المتبادلة بين إدارات الشركات والموظفين عاملًا بالغ الأهمية في إنجاح دورة العمل عن بُعد، وقال 62 % إن إدارات شركاتهم تثق بأنهم يقومون بأقصى طاقاتهم بغض النظر عن المكان الذي يعملون انطلاقًا منه. كما اعتبر 49 % أن شركاتهم تولي سلامتهم أهمية خاصة.

لكن بالرغم من كل هذه المعطيات الإيجابية وتقبُّل البيئة المنزلية لعمل الموظف عن بُعد والثقة التي حصل عليها الموظف من شركته، ثمة مخاوف يرتفع منسوبها وهي تتركز على احتمال خسارة الوظيفة لصالح الأنظمة الرقمية أو الأتمتة (42%)، والأجيال الشابة (41 %).

لكن المؤشر الأساسي ربما الذي يوضح الصورة العامة هو مدى الإقبال على العمل بالنموذج الهجين، إذ قال 60 % إنهم مستعدون لدعم السياسات الحكومية الرامية إلى مساعدة الموظفين على تبنِّي نموذج العمل «الهجين».