اليوم - الوكالات

أستاذة القانون فيوسا عثماني التي لم يتجاوز عمرها الـ38 عاما أعلنها برلمان كوسوفو أمس الأول، رئيسة جديدة للبلاد بعد انتخابات في فبراير.

عثماني مرشحة حزب فيتيفيندوسيه (تقرير المصير) الحاكم، تلقت تعليمها في الولايات المتحدة، وكانت قد تولت منصب رئيس كوسوفو بالإنابة في نوفمبر الماضي عندما استقال سلفها هاشم تقي قبل محاكمته بتهم ارتكاب جرائم حرب في هولندا.

وانتهت فترة عثماني الأولى بتولي الحكومة الجديدة بقيادة رئيس الوزراء ألبين كورتي، رئيس حزب فيتيفيندوسيه، السلطة بعد انتخابات 14 فبراير.

وصوت البرلمان المؤلف من 120 عضوا الأحد الماضي لصالح انتخاب عثماني رئيسة بأغلبية 71 صوتا، وانتقدت أحزاب المعارضة وجماعات المجتمع المدني انتخابها، قائلة: إن اختيار الرئيس ورئيس الوزراء ورئيس البرلمان من حزب واحد أمر غير مقبول في بلد به ديمقراطية هشة.

وتمثل عثماني ذلك النوع من شبان كوسوفو الأكثر دراية بنمط الحياة في الغرب والمحبط من المحسوبية وعدم فعالية الأحزاب التقليدية في البلاد.

ودعت عثماني في خطاب إلى حوار بهدف تطبيع العلاقات مع صربيا، لكنها قالت: إن على بلجراد أن تعتذر أولا وتحاكم المسؤولين عن جرائم الحرب التي ارتُكبت خلال الحرب التي دارت رحاها بين عامي 1998 و1999، وقادت الحرب تلك في آخر الأمر إلى استقلال كوسوفو عام 2008.

وعثماني متزوجة ولديها بنتان.

ومنتصف فبراير الماضي، تمكن حزب «تقرير المصير» بزعامة ألبين كورتي من الفوز بالانتخابات التشريعية في كوسوفو وحقق الحزب الذي يعد من أبرز أحزاب المعارضة اليسارية، متقدما بفارق كبير على قادة الحرس القديم، وذلك في استحقاق رفع خلاله شعار مكافحة الفساد في بلد ينهشه الفقر والاضطرابات السياسية.

وشهدت كوسوفو التي كانت إقليما تابعا لجمهورية صربيا ولا تزال تسعى إلى الاعتراف بها بشكل كامل على الساحة الدولية، خامس انتخابات تشريعية مبكرة منذ إعلان استقلالها العام 2008.

الحكومة هي الثالثة منذ بدء تفشي فيروس كورونا قبل عام، وفاقم وباء كوفيد-19 الصعوبات الاقتصادية في البلد الفقير، وأودى بحياة أكثر من 1500 شخص في وقت لا يزال التلقيح بعيد المنال.

واستفاد حزب «تقرير المصير» الرافع شعار مكافحة الفساد، من النقمة الشعبية على السلطات.

أما «الحزب الديمقراطي» الذي أسسه قادة متمردون سابقون شاركوا في الحرب ضد القوات الصربية (1998-1999) فقد نال 17%، فيما نال حزب «الرابطة الديمقراطية» (يمين-وسط) 13%.

ويتهم أنصار كورتي المتمردين السابقين بالاستيلاء على موارد الدولة والمحسوبية في كوسوفو.

وخاض المتمردون السابقون المعركة الانتخابية في غياب عدد من شخصياتهم الرئيسة، بينهم الرئيس السابق هاشم تاجي الذي وجه إليه القضاء الدولي في نوفمبر تهمة ارتكاب جرائم حرب.

في المقابل، تعززت فرص فوز «حركة تقرير المصير» بعدما انضمت إليها الرئيسة بالإنابة فيوسا عثماني (38 عاما) وهي رمز الجيل الجديد من الطبقة السياسية، بعدما انسحبت من حزب «رابطة كوسوفو الديمقراطية» اليميني الوسطي، بزعامة رئيس الوزراء المنتهية ولايته عبدالله هوتي.