عبدالعزيز العمري - جدة

قد يتسبب الكثير من المواطنين والمقيمين ممن تلقوا اللقاح في نقل فيروس كورونا لمَنْ حولهم، ويكونون مصدر خطر كبير على المجتمع نتيجة إهمال الوقاية وتطبيق الإجراءات الاحترازية، ولا يعني تلقي اللقاح أن يكون مبررا لإهمال الإجراءات، وكشفت الدراسات أن معظم اللقاحات لا تقي تماما من الإصابة بالعدوى رغم أنها تمنع ظهور الأعراض؛ لهذا السبب فإن الأشخاص، الذين تلقوا تطعيمات قد يحملون الفيروس وينشرونه دون دراية أو علم بذلك، وهم أيضا يتسببون في تفشي الجائحة.

الإجراءات الوقائية ضمانة في محاصرة الفيروس

قالت استشاري الأمراض المعدية بمستشفى الملك فهد بالمدينة المنورة د. سناء الرحيلي: «يجب أن ينتبه كل مَنْ أخذ اللقاح إلى أن ذلك لا يعني مطلقاً الاستغناء عن الإجراءات الوقائية والتدابير الاحترازية كلبس الكمامة والتباعد الجسدي، وغسل اليدين وجميعها تشكل الضمانة الأهم في محاصرة الفيروس وتفادي انتقاله بين أفراد المجتمع إلى أن تعلن منظمة الصحة العالمية الوصول إلى بر الأمان، من خلال تكوين مناعة ضد فيروس كوفيد 19، وهي ما يعادل 70-85% من التعداد السكاني، كما يجب أن يكون لدينا حس بالمسؤولية الذاتية والتعاون المشترك معا من خلال التقيد بالإجراءات الاحترازية وأخذ التطعيم وصولاً إلى مرحلة التعافي التام، وعودة الحياة إلى طبيعتها بصورة كاملة».

معظم اللقاحات لا تقي تماما من الإصابة بالعدوى

أضاف استشاري الطب الباطني والمستشفيات د. علي بالحارث: «‏إن حالات الإصابة بمرض كوفيد 19 والاستشفاء والوفيات أخذة في الارتفاع في بلادنا، قد تكون هذه بداية موجة جديدة حذرنا منها لأسابيع، وكشفت الدراسات أن معظم اللقاحات لا تقي تماما من الإصابة بالعدوى رغم أنها تمنع ظهور الأعراض؛ لهذا السبب فإن الأشخاص، الذين تلقوا تطعيمات قد يحملون الفيروس وينشرونه دون دراية أو علم بذلك وهم أيضا يتسببون في تفشي الجائحة، وأثبتت أيضا الدراسات أن ‏الأجسام المضادة، التي ينتجها الجسم بعد الإصابة الطبيعية بمرض الكوفيد 19 لا تمنع الإصابة بالعدوى مجددا، إضافة إلى أن ارتفاع الحالات يعني عدم التزام بعض أفراد المجتمع بإرشادات الصحة العامة مثل غسل اليدين وترك مسافة مترين عن الآخرين وارتداء الكمامة بشكل صحيح، وإذا استمر بعض أفراد المجتمع في عدم تحمل المسؤولية واتباع إرشادات الصحة العامة، فإن الوسيلة الوحيدة لانخفاض حالات الإصابة بمرض الكوفيد 19 هي منع التجول وتشديد جميع الإجراءات الاحترازية».

لا بد من الجميع استشعار روح المسؤولية

أوضحت الأخصائية النفسية زهور أحمد دهل: «مما لا شك فيه أن الأزمة، التي مرت على العالم منذ انتشار هذا الفيروس، الذي انتشر بسرعة كبيرة مما اضطر الدول للإعلان على الفور بإجراءات وقائية قاسية من حظر تجول وحظر كامل رغم معرفة خبراء الصحة النفسية والوقائية صعوبة هذا القرار وتأثيراته وانعكاساته السلبية في الحياة على جميع المستويات، وهذا الحدث خلق تغيرات كبيرة في سلوك الإنسان ونهج البعض للتراخي واعتبار نفسه آمنا من المخاطر لنفسه أو لغيره بالتساهل بالإجراءات الوقائية، وذلك نراه جليا من خلال ارتفاع عدد الحالات بشكل مستمر مما يعد ذلك نوعا من الأنانية غير المقبولة رغم عدم جهل الأغلبية بأنه ليس بمعزل عن نقل المرض للآخرين أو إقناع البعض نفسه بأنه أصبح محصنا، لذا لا بد من الجميع استشعار روح المسؤولية وتنشيط وعي الأفراد واستبصارهم بتداعيات هذا الوباء وتأثيراته المستقبلية، وحتى لا تضطر الجهات المعنية بتطبيق إجراءات أكثر حدة، وقد عاش الجميع تلك الفترة بكل مؤثراتها لنعود لنفس نقطة البداية، ويجب توعية المجتمع بأن الوصول لصحة نفسية جيدة للمجتمع لا بد أن يبدأ الفرد بنفسه وبتيقن تام بأن مصلحة الفرد هي مصلحة الجماعة».

تهاون «الملقحين» سوف يوصلنا لإعادة منع التجوال

ذكر المختص في البكتيريا الطبية عضو هيئة التدريس بجامعة أم القرى د. أحمد كبرة: «الدراسات أثبتت فعالية لقاح كورونا-19 في تخفيف الأعراض بنسبة تصل إلى 100% ومنع المصابين من الوصول إلى الحالات الحرجة ولكن لم تثبت الدراسات وعلى حسب المختصين في مركز الـ CDC الأمريكي أن الشخص، الذي تحصل على اللقاح يمكن أن ينقل المرض لغيره بدون دراية، لذلك قامت وزارة الصحة مشكورة بنشر الوعي اللازم حيال هذا الموضوع، وأن الشخص المحصن ضد هذا الفيروس لابد أن يقوم بأخذ كامل الإجراءات الاحترازية من لبس الكمامة والتباعد الاجتماعي، حيث يمكن أن يكون مصابا ولكن بدون أعراض، الذي بدوره سوف يقوم بنقل المرض لغيره، وما نراه من ارتفاع لعدد الإصابات، حيث تجاوزت الـ 600 حالة يومياً يؤكد تهاون بعض المواطنين والمقيمين في الإجراءات الاحترازية، التي سوف يوصلنا إلى إعادة تجديد الإجراءات الاحترازية من منع التجوال، وذلك لتقليل انتشار هذا المرض».