رسيس العتيبي

التدريس من المهن العظيمة، التي تحمل معها مسؤولية اجتماعية وتربوية في المقام الأول، فالمعلم هو منشئ الأجيال ويساهم كدور مكمل في التنشئة الاجتماعية لدور الأسرة، ويسد النقص أو التقصير الحاصل من بعض الأسر، وله مكانة في المجتمع، كما قال أحمد شوقي في وصف عظم مكانة المعلم:

قم للمعلم وفّه التبجيلا *** كاد المعلم أن يكون رسولا.

لكن في الحقيقة أتعجب عندما أرى أستاذا يسخر من طالب ويضحك عليه لجواب خاطئ، أو فهم قاصر لموضوع، ويستخف فيه ويقلل من شأنه.

أنت كأستاذ تذكّر أيضًا أنك لم تُخلق في هذه الدنيا وأنت تعلم كل شيء، كنت طالبًا في يوم من الأيام وكنت في مكانه.

سخريتك قد تحطم ثقة طلابك بأنفسهم وقدراتهم، وتبقى وصمة بالفشل تلاحقهم طويلاً.

كن عونًا لهم، سهّل عليهم أي معلومة تواجههم، كن رحيمًا وعطوفًا، وتقبل الاختلافات بين الطلاب.

وتذكر حتى أنت في وضعك الحالي لاتزال تجهل الكثير والكثير.

العلم سيكشف لك دائمًا جوانب الجهل التي تخفاك.

وقد صدق د. غازي القصيبي -رحمه الله- حين قال: العلم الوحيد، الذي لا يُدرس بالجامعات هو الأخلاق، فقد يكتسبه عامل النظافة، ويفتقده أستاذ الجامعة.

فإذا لم يزدك الارتقاء بالعلم تواضعًا مع الناس، ولم يزدك رقيا واحتراما وأخلاقا، فأنت لم تتعلم شيئا.

التدريس مهنة عظيمة وسامية، فاحرص على أن تكون متواضعًا وقدوة حسنة، وأن تراعي جوانب طلابك النفسية والاجتماعية وحتى اختلافاتهم الثقافية، ليتذكروك ويدعوا لك بكل خير وحتى تكون قد أديت أمانتك على أتم وجه أمام الله سبحانه، ثم أمام مجتمعك ونفسك.

rsoos201@gmail.com