صالح بن حنيتم

مَنْ اعتاد أن يسافر من الطائف إلى أبها مرورا بالخط العام، الذي يعبر منطقة الباحة ومحافظة بلجرشي، ولديهم تجارب سابقة مع هاتين المنطقتين عن الزحام نتيجة الوقوف على شكل زاوية ٤٥ْ سيلاحظ الفرق المتمثل في التخفيف من الزحام بعد أن حولت إدارة مرور المنطقة المواقف على الطريق العام إلى وقوف طولي، أحد الزملاء يقول بعد أن شاهد انسيابية الحركة المرورية كنت أتساءل كلما مررت من الطريق العام وشاهدت الزحام خاصة في فترة الصيف، أقول ماذا لو وقع حادث مروري بين سائق راجع للخلف يريد أن يغادر المكان مع سائق آخر كان في طريقه وربما يكون مسافرا، مَنْ يقع عليه الخطأ!؟ الأمر الآخر، الذي يعاني منه كل سائق كان واقفا ويريد المغادرة سيطول انتظاره إن لم يقف له أحد ليعطي هذا السائق أو ذاك فرصة حتى (يسخّر) الله له سائقا ذوقا ويطبق المقولة الشهيرة (القيادة فن وذوق وأخلاق) أو سائقا يحتاج الموقف وهنا في مثل هذه المواقف لا نلوم مَنْ لا يقف؛ لأن الطريق عام وليس موقفا عاما، وقد يتسبب الوقوف لحادث مروري سببه مَنْ يقف لمَنْ وقف (حلوة حكاية مَنْ يقف لمَنْ وقف!).

اتصلت على مدير مرور منطقة الباحة العقيد مسفر الثبيتي وشكرته على هذا التنظيم، وذكرت له بعض المقترحات حول تطوير سلامة الطرق وبعض الجسور وأسعدني بعد عدة أيام بهذه الرسالة (تم اجتماع اللجنة وبإذن الله سيتم إنفاذ مقترحاتك لأنها في محلها من قبل بلدية بني كبير - شكراً لتعاونك، وفقك الله أخي صالح).

كم هو جميل عندما يثني كل مواطن على مَنْ يستحق الثناء دون مبالغة بنفس الدرجة، التي ينتقد فيها مَنْ يستحق النقد، نريد أن نجعل المصلحة العامة الدافع خلف المديح والانتقاد، فمصلحة الوطن فوق مصالحنا الشخصية، فلا نوزع الاتهامات على مَنْ يمدح أي قطاع ليقال عنه مطبل أو هناك أهداف خلف هذا الثناء، ومَنْ ينتقد نتيجة حرص وحرقة يتهم بالحقد... وصدق مَنْ قال الحب أعمى؛ لأن مَنْ يحب لا يرى سوى الجمال أو إيجابيات مَنْ أحب، وكذلك الكره أعمى؛ لأن مَنْ يكره لا يرى أو لا تلتقط عدسات عيونه سوى القبيح وإن كان قليلا أو صغيرا، فعين مَنْ يكره لديها مكبرات ولديها المقدرة أن تصرف النظر عن زاوية كل جميل...

نستطيع إسقاط كل ما تم ذكره على حب وكره الأماكن والمناطق والإدارات والوزارات مع بعض الاختلافات، وهنا يأتي دور المحبين المخلصين من الإعلاميين والمصلحين، وغيرهم في إيصال الصوت لمَنْ يهمهم الأمر هنا أو هناك في هذه الوزارة أو تلك.

وعكس ذلك مَنْ يكره منجزات الوطن أو المنطقة أو أي وزارة بعينها، سنجد الأعين مسلطة على مكامن الخلل مع تضخيم السقطات أو الإخفاقات....

وأخيرا كم هي جميلة هذه الجملة، التي تستخدمها بعض المنشآت الخدمية قائلين لعملائهم: (إن ارضيناك تحدث عنا، وإن لم ترض عنا فتحدث إلينا)، فهل نطبق نفس الجملة للتعامل مع إيجابيات وسلبيات الوزارات والإدارات من أجل عيون الوطن!؟

Saleh_hunaitem@