فيصل الظفيري

رؤية المملكة 2030 جعلت الصناعة خيارا إستراتيجيا لمملكتنا، وهي أمن اقتصادي وقوة سياسية ورفاه اجتماعي لا يمكن التخلي عنه، فمنذ أكثر من نصف قرن تقريبا بدأت الصناعات تحط رحالها في مملكتنا، مستفيدة من الدعم الكبير، الذي وفرته حكومتنا الرشيدة لتساند هذا القطاع في تحقيق أهدافه الاقتصادية والتنموية، واستطاعت الرؤية بقيادة خادم الحرمين الشريفين، وسمو ولي عهده الأمين تعزيز الصناعة ببرامج تدعمها وتساعد في تنوعها واستقرارها، وبالأمس القريب وتحت رعاية كريمة من سمو ولي العهد بدأت وزارة الصناعة والثروة المعدنية إطلاق مبادرة جميلة في التعريف بالصناعات السعودية، لإحداث نقلة في قطاع الصناعة في مملكتنا، وهو قطاع بدأ يشهد في السنين الأخيرة حراكا كبيرا، مستثمرا الدعم الحكومي المميز والتسهيلات الكبيرة، التي توفرها الوزارة عبر مدنها الصناعية في مختلف مناطق مملكتنا، وقد جاءت جائحة كورونا والتداعيات، التي نشأت عنها لتؤكد أهمية هذا القطاع في تحقيق الاكتفاء الذاتي، والاستقرار الاقتصادي، ومثلما كان هناك أبطال للصحة، وأبطال للأمن كان هناك أبطال للصناعة يقودهم معالي وزيرها وطاقم وزارته ليؤكدوا للقيادة أولا، ثم لشعب المملكة العربية السعودية أن التصنيع خيار اقتصادي أساسي لا غنى عنه، حيث استطاعت الوزارة خلال الجائحة النأي بهذا القطاع عن أي معوقات تعيق نشاطه، ووقفت بجانبه ليعود قويا يساند نهضتنا الصناعية ويحقق لبلادنا استقرارها الاقتصادي، فبدعم قيادة هذه البلاد -حفظها الله- دُعِم هذا القطاع بحزمة مبادرات اقتصادية وتسهيلات إدارية عبر 27 مبادرة استهدفت مساندة المنشآت والمستثمرين وتحفيز القطاع ليواصل عمليات التشغيل والإنتاج، وقد انعكست عليه -بحمد الله وفضله- بشكل إيجابي، حيث استعيدت جميع الوظائف، التي فقدت في أثناء الجائحة خلال فترة قصيرة، ونمت التراخيص الصناعية بنسبة 95% مقارنة بالعام الماضي، وحقق الاستثمار قفزة طيبة فاجأت العالم، الذي كان يترنح من هذه الأزمة الطاحنة.

وحملة التعريف بالمنتجات الصناعية والتعريف بكود البضائع، التي تصنع في مملكتنا، وهو الرقم 628 وبرنامج «صنع في السعودية» سيكون له دور كبير في التعريف بالصناعات السعودية، وضمان جودتها وتعزيز الولاء لها، وسيقدم لها دعما محليا وعالميا، وكما صرح معالي الوزير ستكون هذه المنتجات، التي تحمل هذا الشعار بأفضل جودة عالية، وبرأيي أيضا سيكون لنا دور مهم كسعوديين في مساندة جهود وزارة الصناعة والثروة المعدنية في زيادة الولاء لهذه المنتجات، التي تُصْنَع محليا بهذه المواصفات العالية، ويبقى دورنا كمستهلكين أن نفخر بهذه الصناعة، ونعمل على التعرف عليها ودعمها بمختلف الوسائل، لنعزز ثقافة الولاء للمنتج الوطني، والبحث عن المنتجات السعودية برأيي في هذا الوقت لم يعد خيارا فحسب، بل هو أسلوب حياة يجب أن نلتزم به في مملكتنا، ونجعله خيارنا الأول.

@dhfeeri