فاطمة الدهمشي

تنقصنا ثقافة الإيمان وشعبه، تجد الشخص من المصلين ولكنه لا يهتم بنظافته الشخصية ولا بنظافة مكان جلوسه ولا بنظافة سيارته..!

أليس الشريعة التي أقرت واجباتنا الدينية من صلاة وصوم، جعلت النظافة جزءا وشعبة من شعب الإيمان؟!

إسلامنا أدبنا ووضع لنا الضوابط في التعامل مع الآخرين وما زال من بيننا المصلون الذين لا يجيدون ثقافة الاصطفاف في الطابور عند الرغبة في الحصول على الخدمات،، !

ما زال بيننا من يتقاتل مع جاره من أجل خلاف أطفال رغم أن النبي عليه الصلاة والسلام أوصانا بالجار..!

ما زال من بيننا من يقوم الليل ويصلي الضحى وبين أحاديثه الكثير من الهمز واللمز ويدس السم في العسل !

أليس الدين الذي تدعي التزامك به نهى عن اللمز؟!

ما زال بين أمة محمد من لا يزيل الأذى عن الطريق، وما زال من بيننا من يرمي قاذوراته في المتنزهات وأماكن التجمعات العامة والخاصة !

ما زال بيننا من يداوم على الدراسة في دور تحفيظ القرآن، وهو لا يحسن الحديث مع من هو أكبر منه سنا..!

ما زال من بيننا من تدعي المثالية والرفق بالحيوان وهي لا تحسن معاشرة أهل زوجها ولا زوجة أخيها، ومن بيننا من لا ترحم اليتيمة والمحرومة من الأم التي تحت ولايتها..!

يكثر بيننا من يصوم الاثنين والخميس ويتحدث عن الوصل وعن التسامح وعن عمل الخير ورميه في البحر وعند أول موقف له يتعرى أمامك بأبشع صوره، ما زال بيننا من تدعي طيبة القلب وحب الخير وأنها تفعل ما تفعل ابتغاء ما عند الله فقط، وفي مواقف الخير الحقيقية لا تجد لها موضع إصبع ! ما زال بيننا من تمتهن الحديث عن نفسها وبروزتها أمام الآخرين، وعند عتبات المواقف وقصص الحياة تظهر سوأتها..!

قد لا تكون بشاعتها بأسوأ من الآخرين ولكن حديثها الدائم وادعاءتها هي من عرتها وجعلتها أسوأ المتواجدين.!

كلنا سيئون بطريقة وأخرى، لكن ادعاء ما لا يكون من شيمك ولا من أفعالك أمر يجلب التقزز منك..

ما زالت تكثر من بيننا المتلصصات على بيوتنا الفضوليات على الأحاديث الجانبية بين أي شخصين متجاورين، ما زال هناك من يحمل المسبحة في يده يدعي الاستغفار وهو يسل عينيه على شاشات جوالاتنا، ويراقب قصص حياة الآخرين، ما زال من بيننا من يدعي الستر وهو لا تقف عند لسانه قصة أو حادثة إلا وفضح بها آخر مدعيا الصراحة..!

ما زال بيننا قاطع إشارة المرور الذي يتسبب بقتل الآخرين وإعاقتهم وفجع قلوب ذويهم مدعيا القتل غير العمد.!

العمد هو الفعل نفسه مهما كانت مبرراته ومهما كانت نتائجه، ليته يطبق قانون القصاص من المفحط وقاطع الإشارة المتسبب بوفاة، فلا يحل له أن يتمتع بالحياة وقد دفن جسدا وروحا وفطر قلب أم على أبنائها،،

يا مسلمون، نحن البشر لا يهمنا وحدانيتكم فلكم رب يخاصمكم يوم الخصام، يهمنا إيمانكم والتزامكم بشعب الإيمان حتى لا تكون مصائبنا من تدبيركم، حياتنا تشقى وتسعد بالإيمان وشعبه، لن أكون شقية إذا جاري لم يتصدق من جيبه بقدر شقائي حين يكون صاحب أذى جسدي ومعنوي..

قائد السيارة الذي يقف بجانبي عند الإشارة لا يهمني إن كان صلى فرضه أم لا، فله رب يحاسبه ويجازيه،، ما يهمني هو ثقافته بالحوار معي، ثقافته القانونية والمرورية، فبهذا أسلم من أذاه، ألا يتسبب لي بمشكلة كبر أو صغر حجمها !

الدين معاملة وذكر في حديث قدسي (بمعنى الحديث) أن المفلس من أمة محمد عليه الصلاة والسلام من أتى بصلاة وصيام وزكاة وقد قذف هذا وسب هذا وشتم هذا ولعن هذا..!

لا ينفعك أخي المسلم أن تكون ذا صلاة وصيام ولكن بأخلاق نتنة!

الإسلام والإيمان جاء بهم ديننا الحنيف مترابطين شاملين مكملين لدين الإنسان وخلقه، فالعاهرة أعزكم الله دخلت الجنة بسقيا كلب، والمؤمنة دخلت النار بهرة أساءت معاملتها..

أوقفوا مهازل التبارز بالأحاديث، لا يهمنا كم فرضا صليته ولا كم صدقة خرجت من جيبك، فهذا بينك وبين ربك، وهذه جنتك ونارك لن نقاسمك إياها، نحن نقيمك ونهتم لأخلاقك لأنها السلاح الذي تشهره وتشرعه في وجوهنا مما يؤذينا أو يسعدنا معك....

falenezi75@gmail.com