أمجاد سند - الدمام

المملكة تتصدر عربيا في مؤشر الأمم المتحدة

أشادت رائدة الأعمال، سارة الأسمري، بالتطور الذي شهدته المملكة في قطاع التجارة الإلكترونية؛ إذ تُعدّ من أكثر الدول العربية تطورًا فيها، وأصبحت تحتل الترتيب التاسع في مجال تحسّن نمو التجارة الإلكترونية بين دول آسيا، والترتيب الـ49 في مؤشر الأمم المتحدة للتجارة الإلكترونية.

تطور محلي

وأضافت: قبل عام 2018 كان التسوق الإلكتروني من المواقع العالمية حكرًا على حاملي البطاقات الائتمانية أو بطاقات التسوق مسبقة الدفع، وكانت المتاجر الإلكترونية المحلية تقتصر على استقبال المدفوعات عن طريق التحويل البنكي، أو الدفع عند التسلُّم، إلى أن انطلقت خدمة بطاقات «مدى» عام 2018، فأحدثت تطورًا كبيرًا في التسوق الإلكتروني، وأصبح بإمكان أي شخص استخدام بطاقة الحساب البنكي للشراء أون لاين من أي متجر عالمي أو محلي.

واستكملت: كما أسهم وجود منصات بناء المتاجر الإلكترونية في المملكة في تطور كبير للمتاجر الإلكترونية المحلية، بتسهيل عمليات البيع والشراء على التاجر الإلكتروني بطريقة عرض المنتجات واستقبال المدفوعات إلكترونيًا، وتنظيم قوائم المنتجات وقوائم العملاء، وما زالت تلك المنصات تحتاج للكثير من التطوير والعمل؛ كي تصل لمستوى منصات التجارة الإلكترونية العالمية.

نمو الإيرادات

وتابعت: وفقًا للموقع الاقتصادي «Statista»، فإن من المتوقع ارتفاع معدل النمو السنوي لإيرادات التجارة الإلكترونية خلال الأعوام 2020 - 2024 لفئة الإلكترونيات والإعلام إلى 8.3%، ليبلغ حجم السوق 2.715 مليار دولار، وتحتل الأزياء والأحذية ومستلزمات الرياضة المركز الأول للسلع المبيعة على مواقع التجارة الإلكترونية بنسبة 67%، تليها مستلزمات التجميل والمستلزمات الشخصية بنسبة 29%.

ساعتان يوميًا

وأشارت إلى أن العمل على الإنترنت بشكل عام من أكثر الأعمال المناسبة للجيل القادم، موضحة ذلك بقولها: يستخدم المراهقون الأجهزة الذكية بمتوسط 9 ساعات يوميًا، فلو خصصوا ساعتين منها للتعلم والعمل، فسينتج عنها 60 ساعة عمل في الشهر، ما سيُحدث تطورًا كبيرًا في حياتهم في نهاية العام، وينبغي معرفة الكثير من المهارات للعمل في التجارة الإلكترونية، مثل مهارات التسويق، واستخدام وسائل التواصل الاجتماعي، والبيع والشراء.

صغار السن

وأبانت الأسمري أن الكثير من المراهقين في أمريكا دون سن 18 عامًا احترفوا العمل على الإنترنت، بداية من بيع ألعاب الفيديو إلى بيع المنتجات الرقمية، وأيضًا في مجال «الدروب شيبنج»؛ حيث يتمكن الشخص من بيع السلعة مباشرة من المورّد الأصلي إلى العميل، دون أي تكاليف إضافية لشحن المنتجات وتخزينها ثم إعادة بيعها، وحقق الكثير من صغار السن أرباحًا هائلة من هذا النوع من التجارة، منهم على سبيل المثال الشاب آندي ماي، البالغ من العمر 19 عامًا، الذي ترك التعليم الجامعي وتفرّغ للعمل في بيع منتجات الأطفال إلكترونيًا من غرفة نومه، وجنى أموالًا كثيرة عن طريق «الدروب شيبنج»، وقال إنه مهووس بجني المال منذ أن كان في الثامنة من عمره، وإن هذا الهوس قاده إلى الحصول على عمل يناسبه، ويكسب منه المال بطريقة مشروعة.

ثقافة حديثة

وعن تخوّف بعض الأهالي من خوض أبنائهم في مجال العمل عبر الإنترنت، أكدت أنها تُعد ثقافة حديثة على المجتمع، ومن الطبيعي أن تواجه الكثير من الهجوم والتقليل من أهميتها، مستكملة: لكن لو نظرنا بدقة فسنجد أن الإنترنت والحياة الرقمية هي المستقبل، لذلك يجب الاستعداد لتلك التطورات المستقبلية بتثقيف الأبناء وتعليمهم أهمية التحقق من صحة المواقع المستخدمة، كذلك التحذير من التعامل مع أشخاص غير موثوقين، أو تحويل الأموال لمصادر مجهولة.

وأضافت إن الوعي والتعلُّم كفيلان بحمايتك وحماية أبنائك من أي مخاطر قد تواجهها على الإنترنت، لذلك يجب أخذ المعلومات من مصادرها الموثوقة، والمدربين المعتمدين، وكذلك أكاديميات التدريب المعتمدة في المملكة.

تحول إلكتروني

وأشارت إلى أن كورونا أحدثت قفزة في قطاع التجارة الإلكترونية، قائلة: أكدت البيانات ارتفاع عدد المتاجر الإلكترونية في المملكة بنسبة 12.45%، لتبلغ 28.676 متجرًا ومنصة للتجارة الإلكترونية في نهاية النصف الأول من عام 2020، بحسب السجلات التجارية الصادرة من وزارة التجارة، وأجبرت أزمة كورونا والحظر الكثير من المحلات التقليدية على التحوّل للتجارة الإلكترونية؛ حفاظًا على مشاريعها من الخسارة، حتى إن بعض المحلات التجارية أغلقت فروعها، واستبدلت مكانها مواقع إلكترونية، بعد أن أدرك أصحابها أهمية التحوّل للتجارة الإلكترونية.

زيادة مطردة

وتابعت أنه حسب الإحصائيات الصادرة عن هيئة الاتصالات وتقنية المعلومات، فإن عدد مستخدمي الإنترنت بغرض التجارة الإلكترونية في المملكة وصل عام 2020 إلى 25.6 مليون مستخدم، بزيادة قدرها 8% من عدد المستخدمين في 2019، إذ بلغ عددهم 23.7 مليون مستخدم، وبحلول عام 2024 يُتوقع أن يصل العدد إلى 33.6 مليون مستخدم، بمعدل زيادة 42% عن عام 2019، كما أسهمت جائحة كورونا في كسر حاجز الخوف من الطلب من المواقع عند بعض الأشخاص، واستخدام طرق الدفع الإلكترونية بدلًا من الدفع عند التسلُّم.

أزمة كورونا

واستكملت: التغيير والتطور في قطاع التجارة الإلكترونية الذي نعيشه في عام 2021 كان من المتوقع حصوله في عام 2025، لكن أزمة كورونا أثّرت بشكل إيجابي على القطاعات الرقمية، وأسهمت في تطور الإجراءات الحكومية والبنكية، وكذلك قطاع الخدمات المقدمة للمتاجر الإلكترونية، مما سهّل على التجار الدخول لعالم التجارة الإلكترونية.

أول متجر

جدير بالذكر أن الأسمري خريجة كلية الآداب - قسم اللغة العربية، وسلكت طريق التجارة الإلكترونية بعد التخرج في الجامعة، فأنشأت أول متجر إلكتروني عام 2016 في بدايات التجارة الإلكترونية عن طريق تطبيق «إنستجرام»، وفي عام 2019 بدأت التعامل مع موردين من دول عربية وأجنبية، وفي عام 2020 بدأت في صناعة محتوى عن التجارة الإلكترونية والعمل على الإنترنت.