حذيفة القرشي - جدة

مختصون: المبادرتان تمثلان نقلة نوعية في تاريخ المناخ وتمهدان لاستثمارات ضخمة

توقع اقتصاديون أن تسهم مبادرتا صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان ولي العهد، نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الدفاع، في تحويل المملكة إلى منطقة جذب إقليمية وعالمية، مشيرين إلى أن زراعة 10 مليارات شجرة، خلال السنوات المقبلة، تسهم في تحسين جودة الحياة وتعود بالنفع على القطاع السياحي والبيئي في المملكة ومنطقة الشرق الأوسط، وتحد من استنزاف 13 مليار دولار سنويًا جراء العواصف الرملية.

وبينوا خلال حديثهم لـ «اليوم» أن الترحيب الدولي بالمبادرتين، يؤكد ريادة المملكة، في اهتمامها بقضايا المناخ والأرض ومواجهة التحديات البيئية المتنوعة، مشيرين إلى أن حراك المملكة نحو الحفاظ على البيئة، يتوافق مع مكانتها الإستراتيجية عالميا، ويمثل نقطة تحول عملاقة نحو خفض الانبعاثات الكربونية.

تحسين جودة الحياة وصناعة السعادة

تجسيد لمكانة المملكة وريادتها عالميا

ذكر عضو غرفة مكة، مازن درار، أن إعلان سمو ولي العهد الأمين عن مبادرتي «السعودية الخضراء»، و«الشرق الأوسط الأخضر»، بالتوازي مع ساعة الأرض، يبرهن -كما أكد سموه- على توجه المملكة والمنطقة في حماية الأرض والطبيعة ووضعها في خارطة طريق ذات معالم واضحة وطموحة.

وأضاف: إن المبادرتين ستسهمان في تحقيق المستهدفات العالمية، وتجسدان مكانة المملكة كمركز للأرض ودولة محورية تقود منطقة الشرق الأوسط، بما تملك من مقدرات بشرية وطبيعية كبيرة، كونها نقطة جذب لما يقرب من ملياري مسلم يتجهون إليها 5 مرات في اليوم. وشدد على أن كلام سمو ولي العهد يمثل نقطة فخر واعتزاز لكل سعودي، جراء إطلاق مبادرات مجتمعية عملاقة الواحدة تلو الأخرى، مؤكدًا البعد الإقليمي الكبير للمبادرتين اللتين تسهمان في تحسين الوضع البيئي للمنطقة بشكل عام، علاوة على تحول بلاد الحرمين الشريفين إلى واحة خضراء. ولفت إلى أن الدور الريادي للمملكة باعتبارها المنتج الأول للطاقة في العالم، يعزز من مكانتها ويزيد من مسؤوليتها في معالجة أزمة المناخ التي تشغل العالم كله، وتعتبر القضية الرئيسة للغرب.

تنقية الهواء وتلطيف أجواء المدن

أعرب الأستاذ المساعد بقسم العلوم البيئية بجامعة الملك عبدالعزيز ورئيس مجلس إدارة الجمعية السعودية للعلوم البيئية د. أحمد صمان عن شكره وتقديره للقيادة الرشيدة للريادة التي تساهم بشكل فعال في الحفاظ على كوكب الأرض وحماية البيئة لتحسين جودة الحياة، من خلال تبني وإطلاق مبادرتي «مملكة خضراء» و«شرق أوسط أخضر»، وذلك تعزيزا لدور الغطاء النباتي في تنقية الهواء من خلال عملية البناء الضوئي وامتصاص غاز ثاني أكسيد الكربون وإنتاج الأكسجين.

وأضاف: إن النبات يساعد بشكل كبير في تخفيض تركيز غاز ثاني أكسيد الكربون المسؤول عن الاحتباس الحراري، وما يصحب ذلك من آثار سلبية على البيئة مثل التصحر وتدهور الأراضي، كما أنه يمتص عددا من الغازات الضارة الأخرى وذلك حسب نوع النبات، وبالتالي يساهم الحزام الأخضر في تنقية وتلطيف أجواء المدن بالإضافة إلى إضفاء جو من الهدوء من خلال امتصاص وتخفيض مستويات الضوضاء الناجمة من حركة السير والمركبات وغيرها، ولا ننسى أن الغطاء النباتي يعد ركيزة أساسية لأهم 3 نظم حيوية «المزارع، الغابات، المراعي» والتي تدعم الاقتصاد العالمي.

وأوضح «صمان» أن الحفاظ على البيئة مسؤولية تقع على الجميع حكومة وشعبا، منوها بما أولته حكومتنا من اهتمام كبير بالبيئة ومقومات الحياة، عن طريق العديد من المبادرات والبرامج والدعم اللامحدود في المحافظة على البيئة وتنميتها وحمايتها من عوامل التلوث.

إستراتيجية للتنمية المستدامة

أكدت الباحثة البيئية نورا البدوي أن مبادرة صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان، ولي العهد، نائب رئيس مجلس الوزراء، وزير الدفاع، لتشجير مختلف مناطق المملكة سوف تنعكس بالإيجاب على البيئة، مشيرة إلى أن لزيادة الغطاء النباتي 8 فوائد رئيسية تتلخص في انخفاض درجات الحرارة، وفلترة وتخليص الجو من السموم والغبار، ومنع ظاهرتي التجريف والتعرية للتضاريس، والمحافظة على رطوبة التربة، والمحافظة على دورة العناصر الغذائية في التربة، وتقليل استهلاك المواد الخام، وتحسين جودة الأكسجين في الهواء، والمحافظة على المواد الأولية الهامة للصناعات. وبينت أن المبادرة تسهم بشكل فعال في تنمية القطاع السياحي، والاقتصاد المحلي، كون الأنظار تتجه، حاليا، إلى السياحة المستدامة كإستراتيجية للتنمية، وبحسب منظمة السياحة العالمية، فإن المبادئ التي تحدد السياحة المستدامة هي الحفاظ على الموارد الطبيعية والثقافية لاستمرار استخدامها في المستقبل، وتنمية السياحة بطريقة لا تسبب مشاكل بيئية أو اجتماعية أو ثقافية مع الحفاظ على الجودة البيئية وتحسينها. وأوضحت أن الإعلان عن المبادرتين، لقي ترحيبا دوليا كبيرا، وهو ما يجسد ريادة المملكة في التعامل مع القضايا العالمية الملحة، وأهمية مبادراتها الطموحة التي تستهدف تخفيض انبعاثات الكربون وتعزيز الصحة العامة وجودة الحياة، من خلال زراعة ملايين الأشجار حفاظاً على الغطاء النباتي.

درع بيئية لمواجهة التغيرات المناخية

بين أستاذ العلوم البيئية المساعد بجامعة الملك عبدالعزيز د. بندر المر أن المبادرتين اللتين أطلقهما سمو ولي العهد، تشكلان درعا بيئية للحد من العواصف الرملية والترابية وظاهرة التصحر وتقليل الملوثات، مؤكداً أن المملكة دائماً ما تتبنى سياسات متوازنة ومتكاملة من خلال تخطيط وتنفيذ برامج ومشروعات التنمية لضمان عدم تأثيرها السلبي على البيئة، ولم تقف عند هذا الحد بل تواصل جهودها لتطبيق أفضل النظم وأكثرها فاعلية لمعالجة تدهور النظام البيئي الطبيعي وتأكيد حماية التنوع الإحيائي على المستوى الوطني والدولي.

وأضاف: إن المبادرتين اللتين أطلقهما سمو ولي العهد، حفظه الله، تشهدان تفاعلاً كبيراً على مستوى الأمانات والوزارات والهيئات وأيضاً المجتمع الدولي.

قال الخبير الاقتصادي د.عبدالله الأحمري، إن المنطقة تواجه الكثير من التحديات البيئية مثل التصحر، وهو الأمر الذي أكده سمو ولي العهد، بأن العواصف الرملية تستنزف نحو 13 مليار دولار سنويًا من المنطقة، مشيرًا إلى أن تلوث الهواء من غازات الاحتباس الحراري قلص متوسط عمر المواطنين بمعدل سنة ونصف تقريبًا، الأمر الذي دفع المملكة ممثلة بالقيادة الحكيمة التي تحظى بمكانة عالمية كبيرة، لطرح مبادرات تخدم «الحقبة الخضراء» وتسهم في تقليل انبعاثات الكربون، ومكافحة التلوث ومواجهة التدهور المستمر للأرض، وتحافظ على الحياة البحرية، وتعزز من جودة الحياة في المملكة والمنطقة.