كلمة اليوم

المواقف المسؤولة، التي تبادر بها المملكة العربية السعودية في سبيل التصدي لكل التحديات والأزمات، التي تمر بها المنطقة عبر التاريخ، هي مواقف نابعة من موقع الدولة الريادي والقيادي، كذلك ما يتأصل في إستراتيجياتها وثوابتها في نهجها الراسخ منذ مراحل التأسيس وحتى هذا العهد الزاهر بقيادة خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز، وصاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان بن عبدالعزيز ولي العهد نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الدفاع «يحفظهما الله».

حين نمعن في المعطيات الآنفة الذكر، والآفاق المعنية بها في إعلان سمو ولي العهد «حفظه الله» «مبادرة السعودية الخضراء»، و«مبادرة الشرق الأوسط الأخضر»، اللتين سيجري إطلاقهما قريباً، وأنهما سترسمان توجه المملكة والمنطقة في حماية الأرض والطبيعة، ووضعها في خارطة طريق ذات معالم واضحة وطموحة، وستسهمان بشكل قوي في تحقيق المستهدفات العالمية.

وما قاله سمو ولي العهد: إنه بصفتنا منتجًا عالميًا رائدًا للنفط ندرك تمامًا نصيبنا من المسؤولية في دفع عجلة مكافحة أزمة المناخ، وأنه مثل ما تمثل دورنا الريادي في استقرار أسواق الطاقة خلال عصر النفط والغاز، فإننا سنعمل لقيادة الحقبة الخضراء القادمة.

وإن المملكة والمنطقة تواجهان الكثير من التحديات البيئية، مثل التصحر، الأمر الذي يشكل تهديدًا اقتصاديًا للمنطقة (حيث يقدر أن 13 مليار دولار تستنزف من العواصف الرملية في المنطقة كل سنة)، كما أن تلوث الهواء من غازات الاحتباس الحراري يقدر أنه قلص متوسط عمر المواطنين بمعدل سنة ونصف السنة، وسنعمل من خلال مبادرة السعودية الخضراء على رفع الغطاء النباتي، وتقليل انبعاثات الكربون، ومكافحة التلوث وتدهور الأراضي، والحفاظ على الحياة البحرية.

وبقية التفاصيل، التي وردت في حديث سمو ولي العهد «حفظه الله»، التي أضاف فيها إنه سيعلن عن تفاصيل مبادرة السعودية الخضراء خلال الأشهر القليلة القادمة، والعمل على إطلاق تجمع إقليمي بحضور الشركاء الدوليين لمبادرة الشرق الأوسط الأخضر في الربع الثاني من العام المقبل.

جميعها دلائل على أن هذا النهج المسؤول والقدرة في استدراك تحديات الحاضر واستشراف متطلبات المستقبل منصة تنطلق منها رؤية الوطن وطموحات الدولة عبر التاريخ.