اليوم - الدمام

قالت الوكالة الدولية للطاقة الذرية إن انتهاكات إيران جعلت العودة السريعة إلى الاتفاق السابق مستحيلة، وأكدت الوكالة أنها «لا تقبل استخدام إيران لقضية تفتيش المنشآت النووية كورقة ضغط».

وأعرب المدير العام للوكالة، رافائيل غروسي، عن اعتقاده بأن الاتفاق القديم مات، وأن الطريقة الوحيدة للمضي قدما هي في اتفاق جديد، بحسب ما نقلت عنه صحيفة الباييس.

بعد قرابة عامين على انسحاب الولايات المتحدة من الاتفاق النووي، وبينما تكشف إيران من حين لآخر عن حالات جديدة لانتهاكات الاتفاق النووي، نفى المدير العام للوكالة الدولية للطاقة الذرية مرة أخرى التفاؤل بشأن إحياء هذا الاتفاق.

وقال المدير العام للوكالة الدولية رافائيل غروسي لصحيفة «الباييس» الإسبانية الاثنين: بعد 21 شهرا من بدء إيران بانتهاك الاتفاق النووي، بات لدى إيران الآن الحد الأدنى من المواد اللازمة لصنع سلاح نووي، لكنها تحتاج إلى المزيد من المواد لإنتاجها.

وللمرة الثانية في الأشهر الأخيرة، أكد غروسي أنه لا يمكن العودة إلى الاتفاق النووي بسرعة وبشكل تلقائي، قائلًا: «تدفق الكثير من المياه تحت الجسر» وهي جملة تشير إلى الانتهاك الواسع النطاق لالتزامات إيران في الاتفاق النووي.

وأوضح المدير العام للوكالة هذه المسألة قليلًا، قائلًا: إن إيران قامت بتخصيب أكثر مما نص عليه الاتفاق النووي، وإن رفع العقوبات ليس من اختصاص الوكالة الدولية للطاقة الذرية.

وعلى الرغم من أن تصريحات المدير العام للوكالة الدولية للطاقة الذرية تظهر أن العودة إلى ما قبل انسحاب الولايات المتحدة أكثر تعقيدا وصعوبة مما يتوقع المتفائلون بشأن تحسُّن الوضع بسرعة، لكن بعبارة أخرى، فإنه يعتبر مفتاح حل القضية في أيدي الولايات المتحدة وإيران وموافقة الوكالة الدولية للطاقة الذرية.

والمثير في كلام المدير العام للوكالة هو أن إيران التي تدعو إلى الإسراع بإحياء الاتفاق النووي، بأفعالها الأخيرة جعلت من الصعب للغاية العودة إلى الاتفاق النووي وحل الخلافات، كما أكد رافائيل غروسي للمرة الثانية خلال ثلاثة أشهر أن هناك حاجة إلى اتفاق آخر لإحياء الاتفاق النووي.

يذكر أن إيران اتخذت الخطوات الأولى في انتهاك الاتفاق مع الوكالة الدولية للطاقة الذرية بعد 14 شهرًا من انسحاب الولايات المتحدة من الاتفاق النووي وعودة العقوبات التي فرضها دونالد ترامب، وذلك بإعلانها بدء تخصيب اليورانيوم بنسبة 5 %، حيث كان معدل التخصيب المسموح به لإيران محددًا عند 3.67 %. وفي تلك الأيام، تجاوزت احتياطيات إيران من اليورانيوم المخصب الحد المقرر البالغ 202 كيلوغرام.

واتخذت إيران عدة خطوات لزيادة صعوبة العودة إلى الاتفاق النووي، لكن تصريحات وزير الخارجية والرئيس الإيراني أظهرت أن الحكومة على الأقل تريد التوصل إلى اتفاق ورفع العقوبات الأمريكية بسرعة.

وقال المدير العام للوكالة الدولية للطاقة الذرية إن موضوع تفتيش الوكالة الدولية للطاقة الذرية ينبغي ألا يستخدم كورقة مساومة. وقال إن هذه القضية «يجب ألا تكون مطروحة على طاولة المفاوضات ولا يجب استخدامها كوسيلة للمكافأة أو العقاب، لكن عمليات التفتيش هي ضرورة أساسية يمكن بناء الاتفاق عليها».