وليد الأحمد

الموقف السلبي من جماعة الحوثي للمبادرة السعودية لإنهاء الحرب في اليمن هو ردة الفعل الطبيعية والمتوقعة من جماعة إرهابية قرارها مرتهن بتوجيهات نظام الملالي في إيران القائم أصلا على إشاعة الفوضى وتصدير الثورة لأسباب عقدية وفق ما ينص عليه دستوره. لذا فإن التركيز يجب أن يتوجه لاستغلال زخم التأييد الدولي الإيجابي للمبادرة في تعرية الحوثي ومن خلفه إيران وأنهم السبب الرئيسي لمأساة اليمن طوال السنوات السبع الماضية، لا سيما وأن في مقدمة المؤيدين للمبادرة دول عظمى مثل الولايات المتحدة الأمريكية والصين بجانب دول عربية بارزة مثل مصر والسودان والأردن، إضافة إلى تأييد الأمم المتحدة ومجلس التعاون لدول الخليج العربية.

السعودية بمبادرتها الحكيمة لم تتقدم خطوة حقيقة لصنع السلام فحسب، بل إنها ستحاصر الحوثي وإيران وأصحاب المواقف الضبابية من دول ومنظمات الذين طالما تفننوا في خلق المبررات لجرائم الحوثي حتى وهو يستهدف بمئات الصواريخ الباليستية وطائرات الدرونز المطارات المدنية والمقدسات الدينية في مكة ويهدد أمن إمدادات الطاقة العالمية بضرب معامل ومصافي شركة أرامكو. ولعل من الجدير الإشارة إلى أن المبادرة ستكون فرصة أيضا لدول مجاورة مثل العراق، في مراجعة إجراءاتها في التعامل مع الميليشيات التابعة لإيران على أراضيها والمتهمة بالمشاركة في أعمال عدائية ضد المملكة التي تربطها بالعراق حكومة وشعبا روابط الأخوة والجوار والمصالح المشتركة.

المبادرة ليست مناورة سياسية ولا تراجعا في موقف المملكة الرافض للتمدد الإيراني في المشهد اليمني، بل إنه مسعى جاد لتحقيق السلام في اليمن، ويأتي امتدادا للمبادرة الخليجية والقرارات الدولية لإنهاء الأزمة اليمنية والوصول لحل سياسي شامل.

إن الاستغلال الإيجابي لمبادرة المملكة الإيجابية لا يجب أن يقتصر على المسار الدبلوماسي المنوط بوزارة الخارجية وسفارات المملكة وبعثاتها الدبلوماسية، بل يجب أن يشمل أيضا المسار الإعلامي بتشجيع وتكثيف وتنويع الحضور السعودي في اللقاءات الإعلامية وندوات النقاش والتقارير الإخبارية على برامج القنوات الإعلامية العالمية.

رسالة المملكة للعالم بأنها داعية للسلام، والحوثي وإيران يدعوان للحرب وتخنقهما مبادرات السلام أكثر مما تفعل الأعمال الحربية.

woahmed1@