عبدالعزيز العمري - جدة

أكد مختصون لـ «اليوم» أن إطلاق القمر الصناعي «شاهين سات» المخصص لتصوير الأرض وتتبع السفن من المدارات المنخفضة خطوة نحو الريادة في مجال الفضاء، وفق خطط رؤية المملكة التي تهدف لتوطين تقنية الفضاء بأيد سعودية.

إنجازات متتالية

وقال عضو مجلس الشورى، أستاذ علم الفلك والفضاء الراديوي والأطياف الترددية د. ياسر حافظ، إن نجاح إطلاق القمر الصناعي «شاهين سات» يأتي ضمن سلسلة من الإنجازات العظيمة التي يشهدها الوطن العزيز في شتى المجالات، ومن المتوقع أن يكون لهذا القمر دور في تصوير الأرض وتطوير منظومة مراقبة السفن البحرية وتطوير تقنيات الذكاء الصناعي لخدمة عدد من مجالات التنمية في المملكة وتحقيق أهدافها، والاستمرار في بناء كفاءات وطنية وتدريب علماء ومهندسين سعوديين، ونقل التقنية وإنشاء البنية التحتية اللازمة لدعم صناعة الفلك والفضاء في المملكة، علما بأن المملكة هي رائدة العالمين العربي والإسلامي في مجال إطلاق الأقمار الصناعية وستبقى رائدة في هذا المجال في ظل ما تحظى به من دعم لا متناهٍ من القيادة الرشيدة -أيدها الله تعالى - في جميع المجالات.

دقة وجودة

وأضاف المتخصص في هندسة الاتصالات والأقمار الصناعية الدرونز د. فارس المالكي، أن جهود فريق العمل السعودي تكللت بنجاح بوصول القمر «شاهين سات» إلى المدار الخاص به مزودا بأحدث تقنيات الاتصالات اللاسلكية والذكاء الاصطناعي لتقديم خدمات تقنية عالية الدقة والجودة في المراقبة الجوية للأرض والملاحة البحرية. ويأتي نجاح المملكة نحو السباق الفضائي إيمانا بأهمية هذا القطاع الذي تسعى بلادنا منذ أكثر من ٣٧ عاما على مواصلة ريادة الفضاء حتى حققت المرتبة الأولى عربيا، بما يتوافق مع أهداف رؤية المملكة 2030.

كوادر مؤهلة

وأوضحت الأكاديمية بجامعة الملك سعود والمستشارة في التحول الرقمي د. عبير الحميميدي، أن دخول المملكة معترك تقنيات الفضاء والتطور الكبير الخاص في هذا المجال، والخطوات الحثيثة التي تقوم بها مدينة الملك عبدالعزيز من إطلاق شاهين ١ ثم شاهين ٢ يدل على النهضة الكبيرة التقنية التي تعيشها المملكة والخطوات المتسارعة التي ترتقي بجودة الحياه وتصنيف المعيشة العالمي، لافتة إلى أن الفريق التقني القائم على تطوير الأقمار الصناعية في مدينه الملك عبدالعزيز كادر محلي بامتياز ومفخرة للجامعات السعودية.

مردود اقتصادي

وبين الباحث الفلكي ملهم هندي أن الأقمار الصناعية تعد عصب التقنيات الصناعية في وقتنا الحاضر التي تساعد في عدة مجالات لتسهيل الاتصالات والملاحة وتقديم تصور كامل عن الحركة الديمغرافية للسكان مما يسهل وضع خطط التنمية وتوجيهها حسب الحاجة، مضيفا أن المملكة من الدول العربية السباقة في مجال الأقمار الصناعية من الثمانينيات، لكن خطط رؤية المملكة ٢٠٣٠ تهدف لتوطين تقنية الفضاء بأيد سعودية، وتعد هذه الخطة طموحة جدا لأنها تتطلب تدريب كفاءات من عدة تخصصات تشمل الفلك والهندسة والبرمجيات والإلكترونيات وذلك سينعكس على الدولة في المجال التعليمي الذي يضمن تفوقا علميا عاليا، مبينا أن «شاهين سات» سيكون نقلة تقنية كبيرة في التصوير الفضائي الذي سيكون أقل من متر في البكسل الواحد، كما أن نطاق تغطيته الكبيرة الذي يشمل دول الشرق الأوسط كلها سيضمن مردودا اقتصاديا للدولة من استخدامه تجاريا من الدول القريبة.

صناعات واعدة

وأبان رئيس قطاع التخطيط والتطوير في الهيئة السعودية للفضاء م. ماجد المشاري أن صناعة الأقمار الصناعية وتوطينها تتواءم مع رؤية المملكة 2030، وتعد من الصناعات الواعدة غير النفطية وتفتح آفاقا اقتصادية مجدية وفرصا استثمارية للقطاع الخاص والشركات الصغيرة والمتوسطة، كما تساهم الأقمار في جودة حياتنا على الأرض بمختلف التطبيقات الفضائية والابتكارات الحالية والمستقبلية، ويعد «شاهين سات» من الجيل الجديد الذي يتميز بقدرات تقنية عالية مع صغر الحجم، وتتمثل مهمة القمر بالتصوير الأرضي بدقة فائقة تصل إلى «90 سم»، لتزويد الجهات الحكومية والقطاع الخاص بالصور الفضائية عالية الدقة، كما يحمل حمولة لالتقاط الملايين من إشارات التعريف الأوتوماتيكي «AIS» الخاص بالسفن التجارية، وسيتم توظيف تقنيات الذكاء الاصطناعي لاستخلاص تحليلات اقتصادية واستراتيجية من حركة السفن حول العالم. وستتم إدارة وتشغيل القمر الصناعي من محطة تحكم متطورة تقع في مقر مدينة الملك عبدالعزيز للعلوم والتقنية في الرياض.