سيف الحارثي - الخبر

عمره 17 عاما.. المشروع الصحي الأقدم تعثرا

يطرح تعثر مشروع مستشفى الخبر الحكومي، علامتي استفهام وتعجب كبيرين؛ فالمشروع الذي قارب عمره 17 عاما، وخصصت له ميزانيات متعددة، وجرى تعديل سعته السريرية، أكثر من مرة، لا يزال محتفظا بألوانه الداكنة الإنشائية، تائها بين أوراق الاعتمادات المالية وتصريحات المسؤولين. وطوال 4 أعوام، لم يتقدم المشروع خطوة واحدة، فيما طالب مواطنون بأهمية استكمال هذا المشروع المهم، الذي ينهي معاناة 800 ألف من سكان المحافظة، يتكبدون عناء المسافة لمستشفيات أخرى تارة، ويقبعون في قائمة الانتظار الطويلة تارة أخرى، نظرا لكثافة أعداد المراجعين.

وبعد مرور أكثر من 4 سنوات على آخر إعلان لصحة الشرقية بإنجاز نسبة 61 % من أعمال المشروع، أكدت إدارة التجمع الصحي بالمنطقة الشرقية لـ«اليوم» الانتهاء من إنجاز نسبة 60 % من كافة الأعمال، متوقعة تشغيل المستشفى خلال 24 شهرا، وهو التصريح الذي يشير إلى سير المشروع للخلف في نسبة إنجازه، أو في أسوأ الأحوال، تحقيق نسبة إنجاز «صفر» خلال الأربع السنوات الماضية.

أقدم مشروع

تساؤلات كثيرة يطرحها المواطنون والمهتمون عن هذا المشروع المتعثر منذ 17 عاما، الذي مضى على إعلان فكرة إنشائه 34 عاما، كأقدم مشروع صحي متعثر واكبه 5 وزراء للصحة دون حلول واضحة لإنهائه وتحقيق حلم أكثر من 800 ألف من المواطنين والمقيمين بمحافظة الخبر.

استياء المواطنين

وتعليقا على تعثر مشروع مستشفى الخبر الحكومي لأكثر من 17 عاما، أعرب مواطنون خلال حديثهم لـ«اليوم» عن استيائهم جراء هذا التأخر في استكمال المشروع، متعجبين من عدم إيجاد حلول جذرية لإنهاء معاناة سكان هذه المحافظة في التنقل بين المستشفيات خارج المحافظة.

أزمة حقيقية

وأوضح مفلح الشهراني أن محافظة الخبر أصبحت تعيش أزمة حقيقية مع تأخر إنشاء مستشفى الخبر الحكومي وتزايد الإشكاليات التي يشهدها الكثير بالمراكز الصحية والازدحامات من المراجعين للمستشفى الجامعي بالخبر الذي تصل المواعيد خلاله إلى أكثر من 6 أشهر أحيانا في حالات تستدعي التدخل الصحي السريع، وهو ما يضطر المراجعين إلى دفع أموال طائلة على حسابهم الخاص للعلاج بالمستشفيات الخاصة، في حين لا يزال البعض الآخر تائها بين بعض المراكز الصحية ذات الخدمة العلاجية المتواضعة وذات المباني غير المؤهلة لعمل الموظفين واستقبال المرضى.

انزعاج متزايد

وقال ماجد الشدادي، إن سكان الخبر لا يزالون في انتظار هذا المشروع الصحي منذ ما يقارب 17 عامًا، مشيرا إلى تعثر المشروع دون أسباب مقنعة. وبيَّن أن السكان يعيشون معاناة حقيقية مع تأخر إنشاء المستشفى في ظل ضعف الخدمات المقدمة من المراكز الصحية واضطرارهم للتوجه للمستشفيات الأخرى بالدمام والظهران لتلقي العلاج. وقال «هناك انزعاج واضح من المواطنين لتأخر تنفيذ مشروع المستشفى، الذي تم اعتماده منذ فترة طويلة ولم يتم إنهاء العمل به حتى الآن».

مكانك سر

وأوضح م. فلاح الهاجري أن المشروع لا يزال معلقا منذ 17 عاما، دون أي نتيجة حتى الآن، مضيفا إنه رغم التطور والتوسع السريع في المحافظة والزيادة السكانية إلا أن هذا المشروع، الذي سيخدم ما يزيد على 800 ألف من سكان المحافظة، «مكانك سر».

وتابع: إن معاناتنا تكمن في مراجعة المراكز الصحية والتحويل لمستشفى الملك فهد الجامعي التابع لجامعة الإمام عبدالرحمن بن فيصل، والمكوث بقائمة الانتظار الطويلة، لأن المستشفى لا يستطيع استيعاب هذا الرقم من سكان محافظة كبيرة كالخبر.وأضاف: إن استمرار هذا التعثر أو التأخير يزيد من معاناة سكان المحافظة يوما بعد يوم ويحرج المستشفى الجامعي أكثر فأكثر، إذ تحمّل «الجامعي» دور وزارة الصحة في هذا الجانب وسد فراغ هذا الغياب طوال تلك السنوات، لكن ما زلنا نلتمس وقفة صادقة من المسؤولين لحل هذه المشكلة وإطلاق المشروع، الذي طال انتظاره.

أزمة الميزانية

وكان عضو مجلس إدارة الشركة المنفذة لمستشفى الخبر الحكومي م. أسامة العفال، أوضح في تصريح سابق لـ«اليوم»، أن المشروع يمر بإشكاليات واضحة وقفت عائقا في إكمال تنفيذه طوال السنوات الماضية نتيجة رفع سعته السريرية من 200 سرير إلى 500، مضيفا إنه لم تتوافر ميزانية حتى الآن لتنفيذ المشروع، وهو ما يعني أن تشغيل المستشفى في حال إكماله سيكون بشكل جزئي فقط، فيما سيتوقف عمل مرافق المستشفى من المباني الأخرى حتى يتم دعمها بميزانية مالية.

وأوضح أن تأخر إنجاز المشروع دعا الشركة لمخاطبة وزير الصحة بهدف معالجة الإشكاليات المالية أو فسخ العقد بشكل نهائي، بعد أن ترتب على الشركة خسائر مالية من الصعب تحملها.

أعذار مكررة

يذكر أن مستشفى الخبر الحكومي اعتمدته وزارة الصحة قبل 17 عاما ولا يزال -حتى هذه اللحظة- من أبرز المشاريع المتعثرة على مستوى المملكة، وهذا المستشفى بدأت أعماله الإنشائية من الشركة المنفذة بعد عام فقط من الإعلان عن ذلك، ومن حينها وهو يمر بمراحل توقف متكررة وأعذار متزايدة من مسؤولي الشؤون الصحية ما بين عذر التوسعة وعذر الاعتمادات المالية وعذر تأخر المقاول وغيرها.

ويتضمن المشروع برجا للولادة والأطفال بسعة 300 سرير، وأُضيف إلى حرم مستشفى الخبر العام سعة 200 سرير لتصبح السعة السريرية الإجمالية للمجمع 500 سرير، فيما تمت إضافة البرج إلى المستشفى بميزانية عام 1431هـ/‏ 1432هـ، لخدمة النساء والأطفال، ويحتوي على عيادات، إضافة إلى غرف للولادة والأشعة التخصصية لأقسام النساء والأطفال، وسيتم الربط بين البرج الرئيسي لمستشفى الخبر العام، ومباني العيادات الشاملة، والإسعاف الذي يخدم المجمع بالكامل. وتبلغ تكلفة مشروع مستشفى الخبر الحكومي 276 مليون ريال، بعد أن اعتمدت وزارة الصحة مبلغ 170 مليون ريال، دعما إضافيا للمستشفى قبل 5 سنوات تقريبا، وارتفعت على إثرها الطاقة السريرية من 200 إلى 500 سرير.

800 ألف مواطن يتكبدون عناء المسافة والانتظار بمستشفيات أخرى