صفاء قره محمد ـ بيروت

السفيرة اللبنانية المستقيلة تريسي شمعون لـ «اليوم»:

أعلنت سفيرة لبنان بالأردن المستقيلة تريسي شمعون، أنها «انقلبت على المنظومة الفاسدة الموجودة في السلطة والتي تحكم البلد اليوم»، مشددة على أن «لبنان يسير باتجاه الأسوأ»، وأعربت في ذات الوقت عن «خشيتها أن يدخل لبنان في العتمة التي ستكون الضربة القاضية لاستمرار ديمومة كل القطاعات». وحول شعار التيار «الوطني الحر» عن استعادة حقوق المسيحيين، ترى شمعون في حوار خصت به (اليوم)، أنه «يجب استعادة حقوق اللبنانيين ككل، قبل السعي إلى حماية طائفة واحدة»، وتدعو إلى أن «يكون هناك مبادرة وطنية ـ داخلية، مع كل الأجهزة الأمنية مع «حزب الله»، من أجل إيجاد حل محلي للسلاح غير الشرعي في لبنان»، مشددة على أن «أخطر ما في وجود الحزب هو أنه يملك القرار الفردي بإعلان الحرب». وعن تشكيل جبهة مناهضة لسياسة «حزب الله»، تقول شمعون: «لا نريد إيصال البلد إلى حرب أهلية، ليس بإمكاننا أن نفرض شيئا على أحد. سبق وعشنا الحرب الأهلية، لهذا نحن على قناعة أنه ليس بإمكان طائفة أن تغلب أخرى، لهذا يجب حل الأمور عبر الحوار».. وهنا نص الحوار:

الانقلاب على عون

لماذا أعلنت الانقلاب على عهد ميشال عون.. واعتبرتِ أنه لا يمثلك.. وهو الذي عينك سفيرة للبنان في الأردن؟

أعلنت الانقلاب الكامل على النظام الحاكم حاليا، والذي كان السبب في إيصال لبنان إلى الوضع السيئ الحالي، وانقلابي كان على المنظومة الفاسدة الموجودة في السلطة التي تحكم البلد اليوم.

مشاهد الحشود في بكركي.. ماذا تقولين عنها؟

يجب الاستمرار بتوعية الناس حول الصعوبات التي يعيشونها، فهنالك العديد من الأزمات ليس فقط على الصعيد الاقتصادي بل هنالك أزمة في الأمن الغذائي، للأسف، هنالك كثر يموتون من الجوع ونحن ذاهبون باتجاه الأسوأ، ناهيك عن الأزمة الكبيرة في الكهرباء وأخشى أن يدخل لبنان في العتمة التي ستكون الضربة القاضية لاستمرار ديمومة كل القطاعات.

شمعون طالبت الرئيس عون بوضع لبنان كأولوية والتركيز على إيجاد الحلول (رويترز)


الشعب هو خلاص لبنان

يطالب البطريرك الماروني الكاردينال بشارة بطرس الراعي بالحياد وبعقد مؤتمر دولي من أجل لبنان.. هل تعتقدين أن ذلك سيحصل وهل هذا يمثل بدء خلاص لبنان؟

- خلاص لبنان يتم من خلال الشعب اللبناني، لقد واكبت معظم المؤتمرات في الخارج، إذا تم الدعوة إلى مؤتمر دولي من سيمثل لبنان من المسؤولين، من سيتكلم باسم الشعب اللبناني؟ هل ستتم المشاركة من جانب السلطة المنبوذة من الشعب الآن، لهذا فعقد مؤتمر دولي يصعب في هذه الظروف.

استعادة حقوق اللبنانيين أولا

أحد أبرز شعارات التيار العوني هو استعادة حقوق المسيحيين.. هل بإمكاننا القول إنه بسبب عهد عون يهجر المسيحيون؟

- من الضروري أولا، استعادة حقوق اللبنانيين ككل، فالمسيحيون جزء من هذا الشعب، لا يوجد لبناني لا يعاني اليوم الوضعَ الاقتصاد والأمن الغذائي السيئ، قبل السعي إلى حماية طائفة واحدة فلنحمِ اللبنانيين ككل.

شمعون تستمع لأسئلة مراسلة «اليوم» في بيروت الزميلة صفاء قره (اليوم)


سلاح «حزب الله»

سبق وتحدثت أكثر من مرة عن مبادرة وطنية لإنقاذ لبنان.. ما رؤيتك؟

- أدعو إلى أن تكون هناك مبادرة وطنية ـ داخلية، مع كل الأجهزة الأمنية مع «حزب الله»، من أجل إيجاد حل محلي للسلاح غير الشرعي في لبنان، أخطر ما في وجود الحزب هو أنه يملك القرار الفردي بإعلان الحرب، وهذا الأمر يتسبب بخطر كبير على المجتمع اللبناني ككل، لذلك إيجاد طريقة من خلال المجلس الأعلى للدفاع أو عقد طاولة حوار من أجل مناقشة وجود هذا السلاح، إذا لم نجد حلا لسلاح الحزب لن نتمكن من إنقاذ لبنان سياسيا.

لماذا هذه اللا مبالاة من قبل الأحزاب السياسية المناهضة لسياسة «حزب الله».. لم لا يتم تشكيل جبهة واضحة ضد الحزب.. خصوصا في ظل مبادرة الراعي حول تحييد لبنان عن إيران؟

- لا نريد إيصال البلد إلى حرب أهلية، ليس بإمكاننا أن نفرض شيئا على أحد، سبق وعشنا الحرب الأهلية، لهذا نحن على قناعة أنه ليس بإمكان طائفة أن تغلب أخرى، لهذا يجب حل الأمور عبر الحوار.

انفجار بيروت

هل تعتقدين أن العهد المسؤول الوحيد عن انفجار بيروت، أم أنها مشاركة بين كل أحزاب السلطة؟

- أرى أن عهد عون والذي سبقه، إضافة إلى الحكومات السابقة يقع على عاتقهم المسؤولية، خصوصا أن نترات الأمونيوم لها سنوات في المرفأ.

هل ستُعرف الحقيقة أم ستبقى مجهولة؟

- يجب توجيه أصابع الاتهام نحو الكبار أيضا، لذلك فنحن نحتاج إلى قضاة أقوياء ومستقلين للقيام بهذه المهمة، لهذا تحت النظام القائم في لبنان لا يوجد استقلالية للقضاء.

الثورة اللبنانية لا تزال حية وستحدث فرقا واسعا في الانتخابات النيابية (رويترز)


«كلن يعني كلن»

من تجدينه أساء إلى لبنان واللبنانيين أكثر.. «حزب الله» أو التيار الوطني الحر، أم أنهما وجهان لعملة واحدة؟

- ليس بالإمكان اتهام فريق دون الآخر، ولهذا سأستعين بشعار «كلن يعني كلن»، لأن الجميع ساهم في إيصال لبنان إلى هذه المرحلة.

ماذا تقولين في الاغتيال السياسي الذي بدا رائجا لمن يعارض سياسة «حزب الله»، وهل في هذا الإطار تضعين اغتيال لقمان سليم؟

- هذه بداية لنهاية الاستقرار في لبنان، إذا لم نتمكن من إعادة الأمن والاستقرار إلى هذا البلد فنحن عندها نكون نسير نحو مرحلة خطرة جدا.

مشروع سياسي قريبا

هل من مشروع سياسي قد يبصر النور قريبا؟

- نعم، لدي مشروع سياسي من ما يقارب 90 صفحة حول كل القطاعات، السلطات ومجموعة اقتراحات للنهوض بمؤسسات الدولة وترسيخ القوانين، يجب إعادة إحياء هذه المؤسسات وإدخال أخرى جديدة في كل القطاعات، كالإنماء والزراعة والصناعة وأمور أخرى.

هل تجدين نفسك مؤهلة لرئاسة الجمهورية؟

- الناس من ترى، وأنا بخدمة الشعب اللبناني بصفتي حفيدة الرئيس كميل شمعون، وابنة الشهيد داني شمعون، وهذه ثقافتنا في الحياة.

هل الثورة اللبنانية لا تزال حية.. وهل ستتمكن الانتخابات النيابية من إحداث فرق؟

- بكل تأكيد هي حية، وستتمكن من إحداث فرق في الانتخابات النيابية ما بين 30 و40 %.

ما دعوتك إلى الرئيس ميشال عون؟

- وضع الوطن كأولوية، ويجب أن يركز على الحلول، وأهم خطوة الآن هي تأليف حكومة من الاختصاصيين، الذين ومن خلال خبرتهم سينقذون لبنان من أزماته.