أمجاد سند - الدمام

استشاري: التشكيك في اللقاح دون برهان علمي قد يودي بحياة الملايين

أكد استشاري الأمراض المعدية والعناية المركزة د. إبراهيم مؤمن، أن المناعة المجتمعية تعد من أهم وسائل إيقاف انتشار الأوبئة، موضحًا أنه إذا تم الحصول على مناعة مجتمعية بنسبة تفوق النصف «أعلى من 60 %»، فإن ذلك يعني بشكل مبسط أن من كل شخصين يوجد أقل من واحد معرض للإصابة، وبذلك يصعب على الفيروس الانتقال من شخص لآخر، وإذا صعب الانتقال يقل التفشي، وإذا قلّ التفشي تختفي الجائحة بإذن الله، مشددًا على أننا في طريقنا للوصول إلى هذا الهدف لا بد أن نعمل على الحد من إصابة الفئات المعرضة لمضاعفات أكبر، مثل المسنين وأصحاب الأمراض المزمنة، وبالتالي نحمي ضعفاءنا بإذن الله.

الإصابات اللاعرضية

وأضاف إنه وبالمنوال نفسه، وُجد أن التطعيم يقلل مضاعفات «كوفيد-19» ويخفف من حدتها إن وقعت الإصابة، مستكملًا بقوله: هناك فائدة إضافية كامنة في طور الإثبات إن شاء الله، وهي أمل أن يقلل التطعيم من الإصابات اللاعرضية، والتي قد تجعل من «حامل العدوى» -دون علمه- خزانًا ينقل العدوى لمَنْ يتعامل معهم دون أن يعرفوا أو حتى يعرف هو أنه حامل للعدوى، وهو كان وما زال سببًا رئيسًا لانتشار الجائحة؛ إذ تمثل الإصابات اللاعرضية ما نسبته 80- 90 % من حجم الإصابات، وحتى إن لم يقللها التطعيم، فنعلم من البرهان العلمي المنشور أن «ذرف» الفيروس لدى مَنْ حصلوا على التطعيم أصبح أقل، وبالتالي تقل فرصة انتشاره وتفشيه، ويتجه إلى الزوال شيئًا فشيئًا بإذن الله.

آثار جانبية

وتابع: لا يكاد أي دواء يخلو من احتمال وجود آثار جانبية له، فحتى خافضات الحرارة والمسكنات -ومنها البنادول- لها آثار جانبية محتملة، ولكننا في الطب نعتمد على وزن الأمور بميزان الفائدة ضد الخطر، وحسب المنشور؛ فإن نسبة وشدة الآثار الجانبية المحتملة للقاحات المعتمدة أقل بمراحل من نسبة وشدة مضاعفات ونسبة الوفاة من الإصابة بالفيروس، فأيهما يختار الإنسان الواعي؟ وحتى إذا فضّل أحد اختيار الإصابة ورفض اللقاح لأنه يعتقد أنه بمنأى عن المضاعفات أو الوفاة أو حتى الإصابة، فإنه لا يستطيع منع انتشاره لأقرب وأحب الناس إليه، لأن الإصابة -كما ذكرنا- قد تكون لاعرضية، فينشر الفيروس دون أن يعلم، وحتى إذا كانت عرضية، فـ«ذرف» الفيروس يستمر نحو يومين قبل ظهور الأعراض، فأيهما يختار الشخص الواعي؟

برهان علمي

واختتم بقوله: عشنا قرابة عام ونصف العام بكل من فيها من فقدان الأحبة والصدمات المتوالية والأحزان والمصاعب، وهي فترة كفيلة بأن نتشبث بأي حل لإنهائها، خاصة أن المرض ألمّ بنحو ربع مليار، وفتك بحياة نحو 4 ملايين شخص، فلِم يرفض البعض اللقاح ويظن أن العلماء والأطباء على خطأ دون برهان علمي داحض؟ بل لمَ لا يكون هذا هو الحل الذي يسّره الله سبحانه للبشرية للخلاص من هذه الغمة؟ ألا يستدعي الأمر التفكير بدل الجري وراء آراء شخصية أو حالات فردية؟ ما قد يودي بحياة البعض منهم مَنْ قد يكون أقرب الأقربين منك.