صفاء قرة محمد - بيروت

ذكّر الرئيس والمسؤولين بأن تشكيل حكومة للبلد وليس لآخرين يحتاج 24 ساعة

دعا البطريرك الماروني بشارة الراعي في كلمة له أمس، الدول العربية والغربية إلى التضامن الإنساني ومساعدة الشعب اللبناني ماديًا وإنسانيًا في محنته، مؤكدًا أن عدد الفقراء بلبنان في ازدياد، وأن المحرومين من لقمة العيش فاق عددهم المليون، بالإضافة إلى مئات الآلاف الذين هم تحت خط الفقر، وقال الراعي إن الشعب مهدد بالمجاعة، والشعب اللبناني هو ضحية الطبقة السياسية الحاكمة.

الشعب صديقكم

وأضاف الراعي مخاطبًا العالم: ليس الشعب اللبناني خصمكم، بل صديقكم، لقد قدم لبنان الكثير للعرب وللعالم، فلا يجوز أن تجافوه وتقاطعوه وتقاصوه وتربطوا مساعدة الشعب - وأقول الشعب تحديدًا - بمصير الحكومة أو الرئاسة أو السلاح غير الشرعي أو أي قضية أخرى.

افصلوا السياسة عن الإنسانية. إن الانكفاء السياسي لا يبرر الإحجام عن تقديم المساعدات الضرورية للناس مباشرة. ماذا يستفيد أصدقاء لبنان، كل أصدقاء لبنان، وماذا يستفيد العرب، كل العرب، وخاصة عرب الاعتدال والانفتاح، وعرب حوار الأديان والحضارات من سقوط لبنان؟

انهيار وتفكك

وتمنى الراعي في خطبته على المسؤولين السياسيين أن ينظروا إلى أي حالة من البؤس أوصلوا شعبنا بفسادهم ومصالحهم الشخصية وتقاسمهم المال العام، وتعطيلهم عمل القضاء وأجهزة الرقابة وتسييسها، وارتباطاتهم الخارجية، وإلى أي انهيار وتفكك أوصلوا الدولة بسوء أدائهم!

وأمل البطريرك أن يسفر اللقاء بين رئيس الجمهورية والرئيس المكلف سعد الحريري، اليوم، عن نتيجة إيجابية، ويتفقا على تشكيل حكومة إنقاذ تضم اختصاصيين مستقلين ووطنيين، حكومة مواجهة الوضع المالي والنقدي والمعيشي، تجري الإصلاحات، وتعزز الاقتصاد الليبرالي الحر والإنتاجي، وتصحح الثغرات في صلاحيات الوزراء فلا يتقاعسون عن تنفيذ القانون، ولا يمتنعون عن تطبيق قرارات مجلس الوزراء، ومجلس شورى الدولة، حماية لمصالح الدولة والمواطنين. وقال: إننا ننتظرها حكومة مبادئ وطنية لا مساومات سياسية وترضيات على حساب الفعالية، ونأمل من الرئيسين أيضًا أن يخيبا أمل المراهنين على فشلهما، فيقلبا الطاولة على جميع المعرقلين، ويقيما حائطًا فاصلًا بين مصلحة لبنان ومصالح الجماعة السياسية ومصالح الدول، كفى اقتراحات جديدة وشروطا تعجيزية غايتها العرقلة والمماطلة.

تشكيل الحكومة

إن تأليف حكومة للبنان فقط، وللبنانيين فقط، لا يستغرق أكثر من أربع وعشرين ساعة. لكن إذا كان البعض يريد تحميل الحكومة العتيدة صراعات المنطقة ولعبة الأمم والسباق إلى رئاسة الجمهورية وتغيير النظام والسيطرة على السلطة والبلاد، فإنها ستزيد الشرخ بين الشعب والسلطة، وستؤدي إلى الفوضى، والفوضى لا ترحم أحدًا بدءًا بمفتعليها.

ولأننا نتمسك بالسلام الوطني وبوحدة لبنان تحديدًا، نطرح الحياد بثقة وإيمان، وسنواصل العمل لتحقيقه بإرادة داخلية ودعم عربي ودولي يتجسد في عقد مؤتمر دولي خاص بلبنان. معظم اللبنانيين يريدون الحياد بمفهومه الصحيح، لأنه لصالح الجميع، ولأنه يجمعنا، فيما الانحياز يفرقنا. والحياد هو الحل الوحيد لمنع جميع أشكال التقسيم والانفصال والحكم الذاتي، ولتحقيق سيادة الدولة داخليًا وخارجيًا.

أما المؤتمر الدولي الخاص بلبنان فالغاية منه شفاء لبنان من معاناته الناتجة عن نقص وتحوير في تطبيق وثيقة الوفاق الوطني، والدستور، وميثاق العيش المشترك، أساس شرعية السلطة في لبنان.