علي بطيح العمري

تختلف اهتماماتنا ونظرتنا للأشياء، ولهذا تتباين أفكارنا.. وبناء على هذا الاختلاف يعتقد البعض أنه يملك الذكاء، ويسخر من الآخرين ويصف تصرفاتهم بالغباء وهم في الحقيقة قد يكونون أكثر ذكاء لكن نظرتهم وطريقة تفكيرهم هي التي غيرت الأمر.

إذا اعتقدت أن الناس أقل ذكاء منك، أو أنهم أغبياء فأقرب الظن أنه جهل منك في الحكم وفهم السر وراء تصرفاتهم.

وأسوأ من الذين يصفون الناس بالغباء من يحتقر ويعيب إنسانا ويستصغر شخصا..

لا تحقرن صغيرا في مخاصمة

إن البعوضة تدمي مقلة الأسد

وهنا قصة طريفة يرى بطلها أنه ذكي والآخر غبي لكن في خفاياها كان هو الغبي والآخر يتوقد ذكاء..

تقول القصة: دخل طفل محل حلاقة، فقام الحلاق بالهمس في أذن زبون جالس على كرسي الحلاقة: هذا الطفل أغبى شخص في العالم، وسأثبت لك، قام الحلاق بوضع درهم في يده اليمنى وفي اليسرى وضع 25 فلسا، وقام بتخيير الطفل بينهما، فمباشرة اختار الـ 25 فلسا، فنظر إلى الزبون نظرة انتصار وهو يضحك، وقال له: أرأيت هذا الغباء، فأنا أعرض عليه في اليوم عدة مرات درهما وفي كل مرة يختار 25 فلسا.. لما انتهى الزبون من الحلاقة دفعه الفضول، وبحث عن الطفل فوجده خارجا من بقالة يتلذذ بالآيسكريم، وسأله: لماذا تختار الـ 25 فلسا في كل مرة ولا تختار الدرهم وقيمته أكثر، فقال الطفل: في اليوم الذي آخذ فيه الدرهم سوف تنتهي اللعبة!!

والآن من هو الذكي، الحلاق أم الطفل؟!

إن كان هناك من دروس في هذه القصة فهي:

الغبي من يظن أن الناس أغبياء.. أغلب الناس يعتقدون أن المختلفين عنهم أغبياء، والحقيقة قد يكونون عكس ذلك..

ما أكثر الذين يتهمون الناس بالغباء وهم أغبياء من زوايا أخرى ومجالات ثانية.

لا تستهن بالآخرين وإن كانوا أقل شأنا منك.. لا تحكم على تصرفات الناس من خلال وجهة نظرك.. قد يكون لهم وجهات نظر أخرى.. كل شخص يزعم أن الحق والصواب معه ومبرراته أحكم وأفضل لذا يتصرف وفق هذه النظرة.

* قفلة..

قال أبو البندري غفر الله له:

التغابي - وليس الغباء - في بعض مواقف الحياة وتعقيداتها، يريح بالك وتتجاوز المشكلات، لكن إياك أن تستخدمه في الاحتيال والخداع.

@alomary2008