اليوم - الوكالات

واشنطن تعدد جرائم الانقلابيين وتتعهد بمحاسبة المسؤولين

أعلن التحالف العربي بقيادة المملكة، ليل الثلاثاء، تسهيل نقل 160 مهاجرًا أفريقيًا من اليمن، فيما عبّرت الولايات المتحدة عن حزنها على أرواح عشرات الإثيوبيين التي فُقدت في محرقة مركز احتجاز جوازات صنعاء على أيدي الحوثيين، وطالبت الانقلابيين بالتوقف عن القتل وقبول وقف فوري وشامل لإطلاق النار ووقف جميع الهجمات، مشددة على أنها ستواصل محاسبة قيادات الميليشيات.

وفي سياق عملياته الإنسانية الموازية للعسكرية في اليمن الشقيق، سهل تحالف دعم الشرعية في اليمن عملية نقل 160 مهاجرًا أفريقيًا جوًا تمت برعاية الأمم المتحدة، وبالتنسيق مع الحكومة اليمنية الشرعية، واتهم ميليشيات الحوثي بارتكاب انتهاكات جسيمة وبشعة بحق المهاجرين في صنعاء.

صورة الأقمار الاصطناعية لمركز احتجاز المهاجرين قبل الحريق وبعده


إدانة أمريكية

ووجدت محرقة المهاجرين التي راح ضحيتها أكثر من 40 مهاجرًا أفريقيًا قضوا في 7 مارس بمركز احتجاز مكتظ في العاصمة المختطفة صنعاء، إدانة واستنكارًا شديدين من مندوبة أمريكا لدى الأمم المتحدة، التي تطرقت خلال جلسة مجلس الأمن الدولي المنعقدة أمس في نيويورك حول اليمن، لجرائم وانتهاكات الميليشيات المدعومة من إيران، وقالت السفيرة ليندا توماس غرينفيلد: لسوء الحظ استمرت هجمات الحوثيين بلا هوادة منذ ديسمبر، عندما حاولوا اغتيال الحكومة اليمنية الجديدة، واليوم يودي هجوم الحوثيين في مأرب بحياة المزيد من الرجال والنساء والأطفال اليمنيين، وأعربت عن حزنها على الأرواح التي فُقدت في حريق 7 مارس في منشأة للمهاجرين في صنعاء، ومقتل العشرات من المهاجرين على أيدي الحوثيين دون داعٍ.

وطالبت السفيرة ليندا غرينفيلد الحوثيين بالتوقف عن القتل واستخدام العنف، وقبول وقف فوري وشامل لإطلاق النار على مستوى البلاد، ووقف جميع الهجمات، مؤكدة أنه في غضون ذلك ستواصل بلادها محاسبة قيادات الحوثيين، وأضافت بالقول: يهدد الحوثيون الآن بكارثة لا رجعة فيها، ما يؤخر تقييم الأمم المتحدة والإصلاح الأولي لناقلة النفط «صافر»، لقد حان الوقت لأن يتوقف الحوثيون عن المماطلة، لأنهم إذا تأخروا أكثر يمكن أن يدمروا ليس البيئة فحسب؛ بل حياة وسبل عيش ما يقدر بأربعة ملايين شخص، ونحث الدول الأخرى على مواصلة الضغط على الحوثيين للسماح للتقييم بالمضي قدمًا على الفور.

هجمات واستهداف

وشددت مندوبة واشنطن على أن مواصلة الحوثيين هجماتهم اليومية ضد الشعب اليمني، ومحاولات استهداف المملكة ودول أخرى في المنطقة، لن تؤدي لوقف إطلاق النار أو سلام في اليمن، وأشارت في كلمتها إلى أن بلادها تكثف من جانبها جهودها الدبلوماسية لإنهاء الحرب في اليمن، حيث التقى المبعوث الأمريكي الخاص إلى اليمن، تيموثي ليندركينغ، مؤخرًا بمسؤولين في المنطقة، كما التقى عدة مرات بوزير خارجية اليمن وأصحاب المصلحة الرئيسيين الآخرين، بما في ذلك النظراء الأوروبيون.

وأبانت أن الولايات المتحدة تعمل بلا كلل بالتنسيق الكامل مع المبعوث الأممي لليمن، غريفيثس؛ لتهيئة الظروف للأطراف من أجل التوصل إلى وقف إطلاق النار وإنهاء النزاع عن طريق التفاوض، كما أشادت المندوبة الأمريكية بقرار مجلس الأمن الدولي بإدراج الحوثي سلطان زبن في إطار نظام عقوبات الأمم المتحدة؛ لقيامه بمراقبة وتنفيذ عمليات الاحتجاز والتعذيب والعنف الجنسي ضد النساء الناشطات سياسيًا اللاتي يعارضن الحوثيين، مشيرة إلى أن وفد بلادها سيواصل العمل مع لجنة عقوبات اليمن لتحديد الأفراد والكيانات الذين يستوفون معايير التصنيف.

ووجهت السفيرة في ختام كلمتها نداء عاجلاً لتمويل استجابة إنسانية ضخمة وجديرة بالاهتمام لوقف المجاعة في اليمن، مطالبة الجهات المانحة الإقليمية على وجه الخصوص بالإسهام في تمويل إضافي.

مهاجرون إثيوبيون يحتجون على «محرقة صنعاء» أمام مبنى الأمم المتحدة بعدن


مقذوفات مميتة

والثلاثاء، ذكرت منظمة «هيومن رايتس ووتش» المعنية بحقوق الإنسان، أن حريق مركز احتجاز المهاجرين بصنعاء نشب بعدما أطلقت قوات الحوثيين مقذوفات خلال مناوشات مع المحتجزين.

وتقول المنظمة الدولية للهجرة التابعة للأمم المتحدة: إن حريق 7 مارس لف المبنى الذي يشبه الحظيرة ويؤوي 350 من نحو 900 يجري احتجازهم بمنشأة تابعة لمصلحة الهجرة والجوازات والجنسية بمطار صنعاء.

وتحدثت «رويترز» إلى إثيوبي وصف نفسه أنه ناجٍ من الحريق، وأكد رواية «هيومن رايتس ووتش» بأن الحادث نجم عن مقذوفات الحوثيين.

وفي تقريرها الذي استند إلى مقابلات مع خمسة ناجين إثيوبيين ومسؤولين من الأمم المتحدة، قالت «هيومن رايتس ووتش»: إن المحتجزين احتجوا في يوم الحريق على أوضاع احتجازهم بالإضراب عن الطعام، واندلعت مناوشات ووصلت قوات الأمن التابعة للحوثيين.

وجاء في تقرير المنظمة: «ثم اعتقل الحراس المهاجرين في مكان قريب وحبسوهم في الحظيرة».

وقالت «هيومن رايتس ووتش»: إن المقذوف الأول أُطلق من سطح فأدى إلى انبعاث دخان، وأضافت: «إن المقذوف الثاني انفجر بقوة لينشب الحريق».

وأفادت المنظمة أنها لا يمكنها التحقق من نوع المقذوفات، وساعد أشخاص خارج المبنى المحترق في كسر الجدران وباب لإجلاء من بالداخل.