ساوث تشاينا مورننغ بوست

قال موقع «ساوث تشاينا مورننغ بوست»، إن فرنسا تلعب بالنار في بحر الصين الجنوبي، بدعمها إستراتيجية الولايات المتحدة في المنطقة.

وبحسب مقال لـ«مارك جيه فالنسيا»، مع اقتراب سفينتين حربيتين فرنسيتين من بحر الصين الجنوبي، تحتاج فرنسا إلى التوقف وإعادة تقييم الإشارات التي ترسلها إلى الصين.

وتابع: قالت وزارة الدفاع الفرنسية، إن الممر يدعم حرية الملاحة، لكن هذا المصطلح أصبح مشحونًا سياسيًا؛ لأن الغالبية العظمى من عمليات حرية الملاحة الأمريكية في المنطقة تستهدف الصين. هناك الكثير الذي يمكن قراءته في تصرفات فرنسا.

وأردف: يبدو بالفعل للصين أن فرنسا تدعم بشكل عام الإستراتيجية السياسية والعسكرية للولايات المتحدة في المنطقة. وهذا يثير غضب الصين الاقتصادي والسياسي وربما العسكري. وبهذه الطريقة، فرنسا تلعب بالنار.

ومضى يقول: في عهد ترامب، كان هدف الولايات المتحدة في المنطقة هو الحفاظ على هيمنتها. حتى الآن، لم تتنصل إدارة بايدن من هذا الهدف، ويبدو أنها ما زالت تسعى إليه. تنظر الصين وجنوب شرق آسيا إلى السياسة الفرنسية في آسيا في سياق تحالفها مع الولايات المتحدة وماضيها بصفتها دولة استعمارية.

وأضاف: لن يتطلب الأمر الكثير لإقناع الصين بأن فرنسا تدعم جهود الولايات المتحدة لاحتوائها. هذه هي الإشارة التي ترسلها فرنسا من خلال المشاركة في تدريبات مشتركة مع الهند وأستراليا واليابان والولايات المتحدة.

وأشار إلى أنه رغم دعوة الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون إلى الاستقلال الإستراتيجي الأوروبي عن الولايات المتحدة، فإن الأفعال تتحدث بصوت أعلى من الكلمات.

ومضى يقول: بالنسبة للصين، جاءت أول إشارة إستراتيجية مهمة لفرنسا في عام 2019، عندما أرسلت السفينة الحربية فيندميير عبر مضيق تايوان.

وتابع: على الرغم من أن هذا لم يكن أول مرور فرنسي عبر المياه الحساسة، فإنه جاء في وقت تكرر فيه مرور السفن الحربية الأمريكية وتزايد الغضب الصيني. ردت الصين بحرمان فرنسا من العرض البحري الذي يجرى تكريمًا للذكرى السبعين للبحرية الصينية.

ونوه بأن بكين تنظر إلى ممرات السفن الحربية هذه على أنها تهديد ومخالفة لسياسة صين واحدة، أو على أقل تقدير تعتبرها غير ودية.

وتابع: أعلنت فرنسا في فبراير أنها أرسلت غواصة الهجوم النووي «إميراود» وسفينة دعم عبر بحر الصين الجنوبي. ووصفت وزيرة الدفاع الفرنسية، فلورنس بارلي، الأمرَ بأنه دليل صارخ على قدرة أسطولنا البحري الفرنسي على الانتشار بعيدًا ولفترة طويلة، جنبًا إلى جنب مع شركائه الإستراتيجيين الأستراليين والأمريكيين واليابانيين.

وشدد على أنه يجب النظر إلى هذا على خلفية السياسة الإستراتيجية الفرنسية.

وأضاف: في عام 2018، دعا ماكرون إلى إنشاء محور باريس ودلهي وكانبيرا لكسب احترام الصين. قال بيير فاندير، رئيس أركان البحرية الفرنسية، العام الماضي، إن بلاده تريد إظهار وجودها في المنطقة. هذه رسالة موجهة إلى الصين. هذه رسالة حول الشراكات متعددة الأطراف وحرية المرور.

ومضى يقول: تعترف الصين بالفرق بين حرية عمليات الملاحة الأمريكية والعبور العادي. تحتاج فرنسا إلى توخي الحذر للحفاظ على التمييز بين الاثنين.

وتابع: في المقابل، على الرغم من أن سفينة حربية ألمانية تخطط لعبور بحر الصين الجنوبي، أعلنت ألمانيا أن السفينة لن تدخل المياه الإقليمية المزعومة هناك. وفي إشارة إلى الحساسية السياسية للمرور، أشادت الولايات المتحدة بـدعم ألمانيا لنظام دولي قائم على القواعد، بينما حذرت الصين الدول من اتخاذ حرية الملاحة «كذريعة لتقويض سيادة وأمن الدول الساحلية».