وليد الأحمد

فعالية أي حملة إعلامية توعوية تتأثر بمقدرتها على الرد السريع على المعلومات المضللة وتفنيد الشائعات، لاسيما في مواضيع الصحة العامة مثل الحملة المصاحبة للتطعيم ضد جائحة كورونا «كوفيد -19».

وزارة الصحة أحسنت حين ردت سريعاً وفندت يوم الجمعة الماضي الأنباء عن تعليق استعمال لقاح استرازينيكا اكسفورد البريطاني من عدد محدود من دول أوروبا حتى التأكد من مأمونيتها، مشيرة إلى أن ذلك الإجراء احتياطي ومؤقت ويتم مع اللقاحات الأخرى، لكني أرى في المقابل أنها بحاجة إلى جرعات توعية إضافية عن الحالات، التي يجب أن يؤجل فيها التطعيم، خصوصا مع انتشار شائعة خطورة التطعيم على حياة المصابين بالفيروس، التي أعقبت وفاة الممثل الكويتي مشاري البلام رحمه الله، وأن سببها تناوله للقاح بينما كان يعاني الإصابة بكوفيد -19. لعل شهرة المتوفى ساهمت في تداول هذه المعلومة في المجالس وعلى تطبيقات التواصل على الهواتف الذكية، وبدت مقلقلة للبعض، خصوصاً أن وزارات الصحة والجهات الرسمية لم تقدم معلومة واضحة ومفصلة عن مدى خطورة التطعيم على حياة إنسان مصاب بالفيروس، وإن ظهرت الإجابة عن ألسنة بعض المتخصصين في وسائل الإعلام، فإن من الواجب تعزيزها ضمن الرسائل اليومية عن اللقاح لأنها شائعة مؤثرة على خطط الدول بتسريع عدد المتطعمين أملاً في تسريع عودة حياة الناس ومعاشهم إلى سابق عهدها.

هناك مَنْ ربط طول طوابير الراغبين في الفحص مؤخراً بانتشار شائعة خطر اللقاح على الصحة بعد وفاة الممثل البلان تحديداً، وشخصياً أعرف مَنْ رفض أخذ اللقاح بعدما جلس على كرسي التطعيم لأنه شعر باحتقان في حلقه، لذا قرر ألا يجازف. كما أعرف شخصياً مَنْ ذهب إلى التطعيم ونصحه الممارس الصحي أن يتأكد من عدم إصابته قبل أن يأخذ التطعيم.

ومن خلال بحثي على الإنترنت وجدت مقالة علمية نشرتها صحيفة اللوموند (Le monde) الفرنسية لدلفن روكوت نصح فيها بعدم إعطاء اللقاح إذا كان الشخص مصابا في الوقت ذاته بفيروس كورونا، وقال: «إذا كانت مناعة الإنسان مشغولة بمحاربة الفيروس في مكان بالجسم، فلا ينبغي تحويل انشغالها لمكان آخر، ناصحا بتأجيل تطعيم المسنين إذا ظهرت عليهم أعراض مشابهة لأعراض كورونا مثل الاحتقان وارتفاع الحرارة، والعكس صحيح إذا لم تظهر على المريض أعراض، فيرى أن ذلك دليل على أن المناعة ليست مشغولة، لا توجد خطورة في هذه الحالة».

آخرون غير متخصصين مثلي ربما قرأوا هذه المعلومة أيضاً، لكننا لا نعرف مدى دقتها. وزارة الصحة معنية بالإجابة عن مثل التساؤلات، وأن تكون من ضمن الرسائل الرئيسة لحملتها الإعلامية التوعوية، حتى يقل تأثير الشائعات على جهود الوزارة المباركة في حماية أرواح الناس من هذه الجائحة.

woahmed1@