صفاء قرة محمد - بيروت

توافد اللبنانيون من مناطق عدة أمس إلى ساحة الشهداء في العاصمة بيروت؛ لرفع الصوت مجددا ضد الطبقة السياسية وضد الأوضاع المعيشية الصعبة مع تخطي عتبة الـ12 ألف ليرة، مطالبين بتشكيل حكومة إنقاذية مؤلفة من مستقلين سريعا.

وأعيد نصب الخيم في وسط العاصمة، ورفعت الأعلام اللبنانية، كما بثت مكبرات الصوت الأغاني والأناشيد الثورية والوطنية. وقالت «الوكالة الوطنية للإعلام» إنه تم نصب أوَّل خيمة للمحتجين في ساحة الشهداء، وبدأت المجموعات تصل إلى ساحة الشهداء لنصب الخيم، احتجاجا على الأوضاع الاقتصادية والمالية والسياسية، منددين بمنظومة «السلطة الفاسدة القائمة». ورفعت الأعلام اللبنانية، ومكبرات الصوت لبث الأغاني والأناشيد الثورية والوطنية.

وقال العميد المتقاعد جورج نادر عبر قناة «إم تي في»: تظاهرة اليوم في ساحة الشهداء تأتي استكمالا لتظاهرة الجمعة وسيُعاد إحياء الثورة في كل الساحات، ولنا موقف أساسي يقضي بتشكيل حكومة انتقالية من خارج الأحزاب تعمل على النهوض من حالة الإفلاس، وإجراء انتخابات نيابية لإعادة تشكيل السلطة.

ونقلت وسائل إعلام لبنانية بيانا عن المحتجين في ساحة الشهداء جاء فيه «لا تستطيع السلطة الحاكمة وميليشياتها التي تتناقش على حصصها في إدارات الدولة الاستمرار في حكمها الفئوي والتسلط على الشعب ومنع لقمة العيش عنه وعن الجيش». وأضافوا: «إنه حكم الأزعر بكل المقاييس وحكم الميليشيات المنظمة التي استباحت الدولة، ولا تزال تُراوغ وتحتال على المجتمعين العربي والدولي من أجل إعادة إنتاج سلطتها ولن تحكموا بعد اليوم وها قد عُدنا من جديد إلى ساحات الشرف التي لم نتركها يوما».

وفي مدينة صيدا الجنوبية قطع عدد من السائقين العموميين عدة طرق تؤدي إلى ساحة النجمة بسياراتهم، احتجاجا على تفلت سعر صرف الدولار.

كما أغلقت المحال التجارية في صيدا أبوابها بعد ارتفاع الدولار.

كما نفذت اعتصامات في عدد من المناطق اللبنانية ابتداء من مدينة بعلبك إلى طرابلس مرورا في بر الياس، كما سجلت اعتصامات وإقفال المحلات وقطع الطرقات احتجاجا على تحليق العملة الخضراء. كما انطلقت الدعوات عبر مكبرات الصوت في الجوامع في الإقليم وبرجا في جبل لبنان وشحيم في منطقة الشوف للنزول إلى الشارع.

وذكرت مصادر ميدانية أن قوى الأمن الداخلي أقامت حاجزا على طريق عام الدورة باتجاه بيروت، حيث يتم التدقيق بجميع باصات ثوار طرابلس المتجهة إلى ساحة الشهداء في بيروت وأن ذلك تسبب بازدحامات خانقة.

وكانت هناك مسيرة سيارة لأهالي شهداء مرفأ بيروت نحو مقر الأمم المتحدة في اليرزة لتقديم رسالة للمنسق العام للأمم المتحدة للمطالبة بتحقيق دولي في قضية انفجار مرفأ بيروت.

من جهة أخرى دعا النائب السابق فارس سعيد المسيحيين والمسلمين للالتفاف حول البطريرك بشارة الراعي، وقال سعيد في تصريحات أمس: يوما بعد يوم يتبين أن في لبنان موقعين: حزب الله الذي يحاول الاستيلاء على النظام والدستور ومقدرات لبنان وعلى تثبيت التحاقه بالفلك الإيراني، والبطريركية المارونية التي تسعى إلى حشد أصدقاء لبنان في الخارج من أجل دعم اللبنانيين لتنفيذ الدستور ووثيقة الاتفاق الوطني وقرارات الشرعية الدولية. بين هذين المشروعين لا وجود للجمهورية اللبنانية. ولا وجود حتى للمرجعيات السياسية الكبرى. وبالتالي المطلوب من كل الحريصين على التجربة اللبنانية الالتفاف حول بكركي، مسلمين ومسيحيين وبقدر ما يكون هذا الالتفاف التفافا وطنيا أي أن يشارك فيه مسلمون ومسيحيون، بقدر ما نحسن ظروف مفاوضات البطريرك الماروني الكاردينال مار بشارة بطرس الراعي مع الخارج من أجل إقامة مؤتمر دولي يدعم اللبنانيين.

هناك تخوف من حرب أهلية ورسم لسيناريوهات سيئة تنتظر لبنان؟ أجاب سعيد: «لا أؤمن بأن هناك حربا أهلية في لبنان لا بل على العكس، أعتقد أن الحضور المسلم الذي أراه في بكركي من رضوان السيد، أحمد فتفت، منى فياض، أحمد الأيوبي، لينا تنّير، زياد عيتاني، علي حمادة، فؤاد السنيورة، خالد زيادة، خالد قباني، محمد السمّاك، كل هذه الوجوه التي أتت إلى بكركي تؤكد أن جميع اللبنانيين يريدون الالتفاف حول المبادرة الوطنية التي أطلقها البطريرك الراعي»، مشيرا إلى أن «هذا مسار سيأخذ وقته حتى ينضج ونقطف ثماره».