آمنة عيسى الحربي

يعتبر 21 مارس (يوم الأم العالمي).. وبدون أي منحى ديني أو عقدي والغوص في أي تفاصيل!

فإن للأم مكانة عظيمة في الإسلام، أوصانا الله بمحبتها واحترامها وتقديرها، ولا يخفى على الجميع كم عانت الأم في تربية أبنائها، وقبل ذلك تحملها المشقة قبل قدومهم للدنيا في الحمل والولادة.

وكم سهرت وذرفت الدمع عند مرض أحد أبنائها.. تفرح لفرحهم وتحزن لحزنهم.

ومهما كبرنا نظل نحن لأمهاتنا ونشتاق إليهن، وكما يقول الشاعر محمود درويش:

أحن إلى خبز أمي

وقهوة أمي

ولمسة أمي

الأم تستحق أن نتفانى في سبيل إسعادها وبرها، وبذل قصارى جهدنا لتشعر بالسعادة والرضا، وتدرك أنها مهمة بالنسبة لنا، وتحتاج بين وقت وآخر للمسة لطف وحنان وتلهف دائم لزرع البهجه في قلبها.

ولكنه قد يغيب عن أذهان البعض في ظل ظروف ومشاغل الحياة، الاهتمام بالأمهات وزرع الابتسامة على وجوهن؛ لذلك يعتبر هذا اليوم لفتةً رائعةً للاحتفال بالأمهات وتدليلهن.

ما أروع أن تفاجأ والدتك بهدية، أو تعزمها بمكان ما، ستقدر ذلك بلا شك، وستشعر بأن كل ما بذلته في تربيتك لم يضع سدى.

هدية عيد الأم هي شكر لا نهاية له.. شكر للمرأة، التي ضحت ومازالت تضحي لأجلنا لآخر العمر، يرافقه إحساس بالامتنان اللامتناهي.

ولا شك.. تختلف أساليب الامتنان والتقدير كل بحسب ثقافته وقدرته وظروفه المكانية، والحياتية والمادية.

ويستطيع الأبناء التعبير عن حبهم بطرق مختلفة، كتقديم الورد مع بطاقة جميلة تعبق بالشكر والعرفان، أو هدية لطيفة تناسب الأم وتكون مبهجةً لها.. وكذلك الخروج في نزهة والتجول برفقة الأمهات، أو الاحتفال بالمنزل وتقديم الهدايا للأم، ولا يشترط أن تكون الهدايا باهظةً بقدر ما يجب أن تقدم بحب.

أما الذين لا يستطيعون رؤية أمهاتهم لظروف معينة، وباعدت بينهم المسافات ينبغي ألا ينسوا هذا اليوم أيضاً، ويعبروا عن مشاعرهم بالاتصال على أمهاتهم، وإرسال هدية محببة عن طريق وسائل الشحن المختلفة.

وعلى الجميع أن يستشعروا مكانة الأم العظيمة، ويقدروا هذه النعمة الكبيرة، التي تستحق الشكر؛ لأن الأم تأتي في مقدمة الأشياء الجميلة، ثم يأتي بعدها كل شيء.

وحتى الذين فارقت أمهاتهم الحياة، أوصيهم بالدعاء لهن وإخراج الصدقة عنهن كما أوصانا بذلك نبينا محمد -صلى الله عليه وسلم-.

وكل سنة وأمهاتنا وأمهاتكم جميعاً بخير وسعادة وبأتم العافية.