واس - أبها

ثروة من الجمال الطبيعي والموروث الثقافي والنمط العمراني الفريد

برمزيتها التاريخية العريقة وشموخها الساكن في أحضان السماء، فتحت جبال رجال ألمع، وعلى رأسها السودة وتهلل، صفحة تاريخية جديدة، لتكون ملتقى حضارات العالم، وإحدى أهم وجهاته السياحية التي تجمع بين الجمال الطبيعي وعراقة الموروث الثقافي.

استخراج المعادن

وأجمعت المصادر التاريخية والجغرافية على غنى جبال السودة وتهلل بشكل عام بالموارد الاقتصادية الطبيعية، وأوضح أستاذ التاريخ بجامعة الملك خالد د. أحمد آل فايع، أن سكان منطقة عسير كانوا يستخرجون المعادن الداخلة في الصناعات التقليدية من جبال السودة والسقا، خاصة معدني الحديد والرصاص، إضافة إلى المركبات الكبريتية وصناعة السكاكين والخناجر والجنابي والسيوف، كما عرفت هذه الأماكن الصناعات الفخارية والجلدية.

ثروة مبهرة

أما الثروة الطبيعية المبهرة التي ارتكزت عليها المشروعات السياحية الحديثة، فهي غابات العرعر وأشجار الشث والعتم «الزيتون البري»، إضافة إلى مئات الأشجار والشجيرات التي تُشكل كتلة واحدة من اللون الأخضر على امتداد البصر، وذلك بفعل الطقس المعتدل صيفًا، حيث لا تتجاوز درجات الحرارة 20 درجة مئوية، مع هطول أمطار يتراوح متوسطها السنوي من 300 إلى 500 ملم، وفي الشتاء تتحول تلك الجبال الشاهقة إلى تلال بيضاء بفعل تساقط البرد بشكل غزيز، وانخفاض درجات الحرارة إلى الصفر المئوي في بعض الأوقات، ما يشكل قيمة جمالية أخرى بفعل احتضان الضباب الكثيف لأعالي الجبال.

عراقة الموروث

وعُرفت رجال ألمع بغزارة الموروث وعراقته، وخاصة النمط العمراني الفريد، وتبرز في هذا الإطار قرية «رجال» التراثية التي اشتهرت ببنائها الهندسي البديع، وقصورها التي يصل ارتفاع بعضها إلى ستة طوابق، كما تتميز بتلاصقها المثير على مساحات صغيرة في ضفاف الوادي، وتُعد من أبرز وجهات السياحة الثقافية في المملكة.

الفنون اليدوية

واشتهرت عسير بشكل عام، ورجال ألمع خاصة، منذ القدم بالفنون اليدوية مثل فن «القَط العسيري»، الذي سُجِّل ضمن قائمة التراث غير المادي العالمي في منظمة اليونسكو عام 2017، وتتربع قرى رجال ألمع على جبال شاهقة يزيد ارتفاعها على 1800 متر، فأصبحت وجهة رئيسية للمصطاف والزائر لمنطقة عسير، خاصة خلال أوقات هطول الأمطار التي تحول أوديتها وشعابها إلى عيون جارية للمياه العذبة.