فهد سعدون الخالدي

البيان الذي أصدرته وزارة الخارجية السعودية بشأن تقرير المخابرات الأمريكية (سي آي أيه) حول مقتل المواطن السعودي جمال خاشقجي -رحمه الله- حمل الرد الحاسم على ما ورد في هذا التقرير من مغالطات لم تستند إلى حقائق أو معلومات أو بيانات، يتضح ذلك من خلال صياغته، التي تكرر فيها كلمات مثل (الشك والظن والتوقع والاستنتاج وعلى الأغلب)، وهي عبارات لا تصلح أن تكون حيثيات تبنى عليها أحكام، فما بالك إذا كانت هذه الأحكام إدانة في جريمة مثل جريمة مقتل المواطن السعودي جمال خاشقجي -رحمه الله-.

ومع أن هذا التقرير، وما رافقه من حملات إعلامية وتوظيفها من قبل بعض الجهات، التي تنتظر أية فرصة للإساءة للمملكة، ومحاولة التأثير على مواقفها، والنيل مما تتمتع به من احترام بين دول العالم والمنظمات الدولية والإساءة للقيادة السعودية، وتوجيه أصابع الاتهام لها بغياً وحسداً من عند أنفسهم، ولغايات في نفوسهم المريضة، ومع أن أكثر وكالات الأنباء والصحف العالمية وأبرز المحللين والسياسيين والصحفيين المعترف بكفاءاتهم عالمياً أكدوا أن التقرير لم يحمل ما يمكن أن يعتبر إدانة للمملكة، لا سيما أن الجهات المختصة فيها قد تولت التحقيق في الجريمة منذ بدايتها، وتوصلت إلى المتورطين بارتكابها، الذين تمت محاكمتهم، وإدانة المشاركين منهم بهذه الجريمة وإيقاع العقوبة، التي تتناسب مع هذه الجريمة عليهم، إضافة إلى أن الجريمة كانت محل استنكار من القيادة والشعب السعودي جميعاً، كما أنه تم بعد صدور الأحكام تسوية الحق الشخصي من قبل أولياء الدم، الذين عبروا عن ثقتهم في القضاء السعودي ورضاهم عن الأحكام، التي صدرت في القضية، ومنها أحكام بالإعدام على المتهمين الرئيسيين، التي تم تخفيفها فيما بعد بسبب الانتهاء من الحق الشخصي، وهو إجراء معتاد في مثل هذه القضايا، إضافةً إلى ما أكده السياسيون والصحفيون وأصحاب الرأي المعروفين عربياً ودولياً أن العلاقة بين المملكة وأمريكا، وما يجمع بينهما من مصالح وشراكة في حل قضايا المنطقة والعالم ومواجهة الإرهاب والدول، التي تدعمه، إضافة إلى المصالح الاقتصادية للطرفين، كل ذلك لا يمكن أن تتحقق معه تمنيات، الذين يراهنون على تدهور العلاقات بين الطرفين مما يأملون أنه يساعدهم على تحقيق أطماعهم في المنطقة، وهو الذي لن يحدث لأسباب عديدة أهمها ضعف حجة التقرير، وعدم تضمنه ما يؤكد حتى الافتراءات، التي يسوقها المغرضون والمتربصون، وفي جميع الأحوال فإن كان هناك بعض الأصوات في أمريكا وغيرها، التي تردد هذه الأكاذيب سواء كانت مأجورة من قبل بعض الأطراف الدولية والمحلية في داخل أمريكا أو القوى، التي تعمل على ذلك بدوافع العداء والعنصرية وعدم القدرة على تصور وجود قيادة شابة في بلد مهم مثل المملكة العربية السعودية تملك رؤية ثاقبة لبناء دولة عصرية قوية، وتجد في توظيف التقنية، وبناء المدن الذكية المعاصرة، وما يتبع ذلك من المصانع وفرص الاستثمار مما يؤدي إلى بناء اقتصاد قوي منتج يحقق الطموح في تعدد الموارد واستدامتها، بحيث لا يظل الاقتصاد الوطني معتمداً كلياً على مصدر واحد قابل للنضوب وخاضع لتقلبات الأسعار والظروف السياسية العالمية وهو النفط، وفي نفس الوقت فإن هذه القيادة تتبع القول بالفعل ولم تكتف بصياغة الرؤية والحديث عنها فقط، بل تخطو خطوات سريعة لتحقيقها، كما حصل في (نيوم) وفي (السودة) وغيرهما من المشاريع الواعدة -بإذن الله-، ذلك كله هو ما يفعله سمو ولي العهد من خلال رؤية المملكة 2030 ونقلها لتكون واقعًا ملموسًا على أرض المملكة في جميع أطرافها مدعوماً في كل خطواته ومسدداً من لدن خادم الحرمين الشريفين -حفظه الله ورعاه-، وقبل ذلك وبعده، فإن ثقة المواطن السعودي بقيادته ممثلة في خادم الحرمين الشريفين، وسمو ولي العهد الأمين تظل هي الرد الأقوى على كل الادعاءات، وتظل الصخرة التي تتحطم عليها أطماع الطامعين، وأوهام المتربصين -بإذن الله-.

Fahad_otaish@