اليوم - الوكالات

توتر جديد وضعته تركيا في «سلة أزماتها» مع الغرب، وذلك بعد منعها مجددا مراقبة الاتحاد الأوروبي لحظر الأسلحة الذي تفرضه الأمم المتحدة على ليبيا.

واعترضت وزارة الخارجية التركية في فبراير على تفتيش سفينتين تجاريتين يشتبه في أنهما تُستخدمان في عمليات نقل غير شرعية إلى ليبيا، وفقا لـ«د ب أ» وهو ما أكدته الدائرة الأوروبية للشؤون الخارجية (إي إي إيه اس).

وحسب «إي إي إيه اس» كانت السفينتان ترفعان علم تركيا في البحر المتوسط عندما اعترضت أنقرة على تفتيشهما.

وفي حادثة سابقة في نوفمبر، أوقفت تركيا عملية تفتيش لسفينة حاويات كانت قد بدأت بالفعل من قبل مشاة البحرية الألمانية، واتهمت لاحقا برلين والاتحاد الأوروبي بانتهاج سلوك غير قانوني.

وتأسست بعثة المراقبة «إيريني» التابعة للاتحاد الأوروبي في مايو 2020، وتهدف إلى تحقيق الاستقرار في ليبيا ودعم عملية السلام السياسية التي تقودها الأمم المتحدة.

وتخشى حكومة أنقرة أن تأتي عملية الاتحاد الأوروبي في البحر المتوسط على حساب حكومة الوفاق فائز السراج التي تدعمها بالمرتزقة السوريين والخبراء الأتراك والسلاح، حسبما يرى مراقبون.

على الجانب الآخر هناك شكوك في تورط تركيا في نقل السلاح لليبيا، وكان الاتحاد الأوروبي قد فرض عقوبات على شركة تركية متهمة بالمشاركة في نقل مواد حربية إلى ليبيا.

من جهة ثانية، قال وزير الخارجية الفرنسي، جان إيف لودريان: إن تركيا توقفت عن إهانة فرنسا والاتحاد الأوروبي، لكن العلاقات ستظل هشة حتى تتخذ أنقرة إجراءات ملموسة.

وقال لو دريان في وقت سابق: إن سحب سفن الأبحاث التركية من المياه المتنازع عليها في شرق البحر المتوسط، ورغبة أنقرة في استئناف المحادثات مع اليونان بشأن نزاع بحري طويل الأمد «علامات إيجابية».

وقال: «إنها هشة لأن قائمة الخلافات طويلة جدا لكننا نريد علاقة صحية مع تركيا»، مشيرا إلى الخلافات بشأن ليبيا والعراق وناغورني كاراباخ، وأضاف: «هناك حاجة لاتخاذ إجراءات وسنكون قادرين على اتخاذ موقف عندما يتم تنفيذ هذه الإجراءات، في الوقت الحالي، هي مجرد حديث».

وتبادلت تركيا وفرنسا انتقادات لاذعة بسبب تدخل أنقرة في سوريا وليبيا وشرق البحر المتوسط وقضايا أخرى، لكن أعضاء الناتو قالوا في فبراير: إنهم يعملون على خارطة طريق لتحسين العلاقات بينهما.

وتحدث الرئيس التركي رجب طيب أردوغان مع نظيره الفرنسي إيمانويل ماكرون، الثلاثاء، في إطار تلك الجهود، وهي أول مكالمة بينهما منذ سبتمبر الماضي.

وقال لودريان في جلسة استماع برلمانية في وقت متأخر ليل الثلاثاء «لم يعد هناك أي إهانات واللغة مطمئنة أكثر».

وقال مصدر دبلوماسي فرنسي: إن أردوغان انتقد ماكرون علنا بسبب مشروع قانون يهدف إلى محاربة ما يعرف بالتطرف الديني، وكرر ذلك خلال المكالمة، مضيفا: «إن ماكرون رد بشرح رؤيته لمشروع القانون والقول: إنه لا يهاجم الإسلام».

وقال المصدر: إن هناك أيضًا خطوات إيجابية، بما في ذلك التعاون في مكافحة الإرهاب والانتهاء المحتمل لتجميد تصاريح العمل للمدرسين الفرنسيين في جامعة غلطة سراي التركية الناطقة بالفرنسية.