محمد دوجان

يقول ابن عدوان: جعل الله شهوره كلها سعادة ورحمة ومغفرة ووفقه الله لتجنب الذنوب والخطايا ومن يقرأ هذه الكلمات.

يقول الله تعالى: {إن عدة الشهور عند الله اثنا عشر شهرا في كتاب الله يوم خلق السماوات والأرض منها أربعة حرم ذلك الدين القيم فلا تظلموا فيهن أنفسكم}.

من منا لا يعرف شهر مضر (!)

أو شهر مصب (!)

حيث قال الصادق المصدوق بدر التمام وخير الأنام الذي صلى والناس نيام وصام وطاف بالمسجد الحرام عليه الصلاة والسلام في يوم حجة الوداع وفي ذلك اليوم على مشارف جبل عرفات: إن الزمان قد استدار كهيئة يوم خلق السماوات والأرض السنة اثنا عشر شهرا منها أربعة حرم ثلاث متواليات ذو القعدة وذو الحجة والمحرم ورجب مضر الذي بين جمادى وشعبان. رواه البخاري.

وسمي شهر رجب مضر لأن مضر كانت لا تغيره بل توقعه في وقته بخلاف باقي العرب الذين كانوا يغيرون ويبدلون في الشهور بحسب حالة الحرب عندهم وهو النسيء المذكور في قوله تعالى {إنما النسيء زيادة في الكفر يضل به الذين كفروا يحلونه عاما ويحرمونه عاما ليواطئوا عدة ما حرم الله فيحلوا ما حرم الله}.

وقيل إن سبب نسبته إلى مضر أنها كانت قبيلة مضر تزيد في تعظيمه واحترامه فنسب إليهم لذلك.

قال ابن فارس في معجم مقاييس اللغة (ص 445)

رجب: الراء والجيم والباء أصل يدل على دعم شيء بشيء وتقويته... ومن هذا الباب: رجبت الشيء أي عظمته... فسمي رجبا لأنهم كانوا يعظمونه وقد عظمته الشريعة أيضا..ا.ه.

وقد كان أهل الجاهلية يسمون شهر رجب منصل الأسنة كما جاء عن أبي رجاء العطاردي قال: كنا نعبد الحجر فإذا وجدنا حجرا هو أخير منه ألقيناه وأخذنا الآخر، فإذا لم نجد حجرا جمعنا جثوة (كوم من تراب) ثم جئنا بالشاة فحلبناه عليه ثم طفنا به فإذا دخل شهر رجب قلنا منصل الأسنة فلا ندع رمحا فيه حديدة ولا سهما فيه حديدة إلا نزعناه وألقيناه في شهر رجب. [رواه البخاري]

قال البيهقي: كان أهل الجاهلية يعظمون هذه الأشهر الحرم وخاصة

شهر رجب فكانوا لا يقاتلون فيه..ا.ه.

إن للأشهر الحرم مكانة عند أهلها في تعظيمها لأن الله جل في علاه يقول: {ومن يعظم شعائر الله فإنها من تقوى القلوب}.

فعلى نهج الحياة اليومية المستمر وقوام المرء في شتى تنوع العبادات اليومية في شتى المجالات تتنوع حياة الإنسان من حوله فقس على ذلك الكثير والكثير من مواسم الخيرات والبركات والطاعات.

فرجب من الأشهر التي هي مفتاح لبداية شهر الخير رمضان وقبله شعبان (القصير) فالتوجه إلى الله والإكثار من التوبة في هذا الشهر والاستغفار والتهليل والتكبير لأن الحياة مختصرها {وأن إلىٰ ربك المنتهىٰ}.

وقيل أيضا لأن الله يصب فيه الخير صبا، نسأل الله أن يصب علينا الخير صبا.

بارك الله لنا ولكم في رجب وشعبان وبلغنا وإياكم شهر الخير والرحمة والرضوان شهر رمضان وبارك الله لنا فيه.

Abo-sanjar@hotmail.com