صفاء قرة محمد - بيروت

تحرك الشارع اللبناني مجددًا ونزل المحتجون إلى الشوارع مساء الثلاثاء وصباح أمس الأربعاء، وقطعوا الطرقات في مدن لبنان من الشمال إلى الجنوب، وأشعل المحتجون الإطارات وحاويات النفايات، وأغلقت معظم المناطق من الشمال إلى الجنوب، وعبّر اللبنانيون عن سخطهم من السياسيين والوضع المعيشي الذي وصلوا إليه.

وقطع المحتجون أوتوستراد جل الديب - الدورة في بيروت، وقُطع خط السير بشكل كامل، كما أُغلقت عدة طرقات بالإطارات المشتعلة في عدد من المناطق البقاعية في أبلح، مستديرة زحلة، وشمالا في العبدة، كوسبا والكورة، وجنوبا في الجية وصور والنبطية، كما عمدت مجموعة من الشبان على متن دراجات نارية ليلا إلى تكسير محال تجارية ومصارف في شارع الحمراء.

كما قطع محتجون أوتوستراد البداوي الدولي في الاتجاهين عند نقطة تجمّع المدارس وعند نقطة محطة اكومي للمحروقات؛ احتجاجًا على الوضع المعيشي وارتفاع سعر صرف الدولار، بعدما وضعوا حجارة وحاويات نفايات وإطارات سيارات وسطه، ودفع ذلك المواطنين العابرين على الأوتوستراد من طرابلس باتجاه المنية وعكار وبالعكس، إلى سلوك الأوتوستراد الجديد وطرقات فرعية بديلة للوصول إلى أشغالهم.

وأول أمس ارتفع سعر الدولار مقابل الليرة اللبنانية، ليبلغ رقمًا قياسيًا ويصل إلى الـ10 آلاف ليرة مقابل الدولار الواحد، وهذا ما يؤشر على مدى الانهيار النقدي - المالي، وقالت مصادر لبنانية مطلعة إن الغضب الشعبي ليس فقط بسبب ارتفاع سعر الدولار؛ وإنما تعبيرًا عن السخط الشعبي على الطبقة السياسية التي لم تحرك ساكنًا تجاه البلد والناس، ولا تزال الأطراف السياسية متمرسة خلف مصالحها ضاربة عرض الحائط بمصالح الشعب والوطن، ولا يزال رئيس الجمهورية الذي من المفترض أنه حريص على الدولة، يعطّل تشكيل حكومة جديدة فيما يعرقل «حزب الله» من جهة أخرى أي تحرك وطني لإنقاذ لبنان، خاصة هجومه غير المسبوق على البطريرك الراعي الذي دعا لمؤتمر دولي حول لبنان.

من جهة أخرى، يتابع نواب تكتل الجمهورية القوية ما بدؤوه من تحرك باتجاه الأمم المتحدة بعد توجيههم كتابًا إلى الأمين العام أنطونيو غوتيرس، مطالبين باسم الشعب اللبناني بإنشاء لجنة تقصي حقائق دولية تتابع التحقيق في انفجار مرفأ بيروت.

وفي إطار زياراتهم لسفراء الدول دائمة العضوية في مجلس الأمن، زار وفد من التكتل السفارة الأمريكية في عوكر، حيث اجتمع مع السفيرة دوروثي شيا وبعض معاونيها وسلمها نسخة من المذكرة التي رفعها نواب الحزب إلى الأمين العام للأمم المتحدة، وضم الوفد النائب جورج عقيص ورئيس جهاز العلاقات الخارجية الوزير السابق ريشار قيومجيان، ومستشار رئيس الحزب إيلي خوري.

مؤكدين ضرورة إنشاء لجنة تقصي حقائق دولية تساعد في التحقيق بشكل علمي ومتجرد، بعيدًا عن التدخلات السياسية التي ما زالت تعوق التحقيق بعد ستة أشهر من الانفجار.

من جهتها، أعلنت السفيرة أمام الوفد أنها سوف تنقل موقف النواب إلى إدارتها على أمل أن تتحقق العدالة لضحايا الانفجار وعائلاتهم، ولجميع أهالي المناطق المدمرة من بيروت.

الجدير بالذكر أن وفدًا من التكتل سيزور السفارة الروسية نهار الجمعة للغاية نفسها.