الرياض - مشاري خلف العنزي



• سارة العبدالكريم : المملكة وضعت أنظمة لحماية الطفل ومكافحة التحرش

أوضحت عضو مجلس هيئة حقوق الانسان د. سارة العبدالكريم ان موضوع التحرش بالأطفال شائك في ظل الثقافة المجتمعية التي تدعوا للتستر على المتحرش الذي غالباً ما يكون من اقارب او أصدقاء الطفل، مشيرة ان 70% من الذين يتحرشون بالاطفال هم من المعارف والسبب هو سهولة الوصول للطفل، منوهة ان المملكة وقعت عدد من الاتفاقيات الدولية المعنية بحماية الطفل وسنت مجموعة من الانظمة والتشريعات في هذا الشان مثل نظام مكافحة الجرائم المعلوماتية الذي يهدف لتحقيق الامن المعلوماتي ونظام حماية الطفل ونظام مكافحة التحرش.

جاء ذلك خلال البرنامج التدريبي لاكتشاف حالات التحرش الجنسي لدى اطفال ذوي الإعاقة الذي تنظمه هيئة حقوق الانسان على مدار يومين بشكل افتراضي والتي يشارك فيها عدد من المختصين والمتحدثين من خلال استعراض مجموعة من اوراق العمل.

وقالت الاخصائية النفسية ليلى الكاظم ان الاطفال لديهم صلابة نفسية قوية والقدرة على التكيف مع ظروف الاحداث اليومية وهي تجارب تساعد على نموهم العقلي والعاطفي وتساعدهم على تطوير مهارات جديدة، مشيرة ان التعرض للصدمة بسبب احداث غير عادية مثل الايذاء او التنمر او الاهمال او فقدان احد الوالدين ترهق القدرة الطبيعية للطفل على التكيف، مبينة ان هذه الاحداث تسبب حالة تسمى (استجابة الهروب او القتال) وهذه الاستجابة تحدث تغييرات جسمانية مثل زيادة ضربات القلب وارتفاع ضغط الدم كما تحدث تغيير في اسلوب ادراك الدماغ واستجابته للأحداث الخارجية.

وأضافت : حوالي 70٪ من الاطفال والمراهقين الذين تعرضوا للاعتداء الجنسي المصحوب بمشاكل في الصحة النفسية لم يتلقوا التدخل المناسب مبكراً كما يجب، مشددة على ضرورة التدخل منذ الساعات الاولى التي تلي الاعتداء.

وبينت رئيسة قسم التربية الخاصة بجامعة الاميرة نورة بنت عبدالرحمن د. ريم العبدالوهاب ان التحرش الجنسي الالكتروني في ابرز تعريفات هو سلوك جنسي غير مرغوب فيه على منصة رقمية ويتم التعرف عليه كشكل من اشكال الاعتداء الجنسي ونوع من المضايقات التي تنطوي على طلبات للحصول على خدمات جنسية او يجعل الطفل يشعر بالتهديد او الاستغلال، مشيرة ان اشكال التحرش الجنسي الالكتروني متنوعة ابرزها انتاج مواد جنسية تتضمن اطفال، ومقاطع فيديو افتراضية، والاستدراج لأغراض جنسية من خلال عقد علاقة ودية مع الطفل للوصول للاهداف من خلال الانترنت، وكذلك ارسال رسائل نصية جنسية تحتوي على صور غير لائقة، والابتزاز الجنسي من خلال الصور او المقاطع، بالإضافة للبث المباشر للاعتداء الجنسي من خلال التطبيقات الاجتماعية.

وذكرت ان هناك عوامل تزيد من تعرض ذوي الإعاقة للتحرش الجنسي الالكتروني مثل مقارنة انفسهم بأقرانهم والرغبة في الاندماج مع الآخرين وإثارة إعجابهم وصعوبة عقد الصداقات والعلاقات الاجتماعية الصحية مما يجعلهم فريسة سهلة للاستغلال الجنسي وكذلك الحاجة للمساعدة في العناية الشخصية وارتفاع الشعور بالوحده والاكتئاب والقلق وضعف تقدير الذات لدى ذوي الإعاقة، مشيرة لدراسات واحصاءات تفيد ان الانترنت أعطى فرص واسعة لاستغلال الاطفال والمراهقين من قبل مرتكبي الجرائم الجنسية عن طريق شبكات التواصل الاجتماعي وغرف الدردشات والبريد الالكتروني.

أكدت استشارية طب الأطفال د. حنان الشيخ ان الايذاء الجنسي للطفل قد يحدث في اي وقت واي مكان مثل المنزل والمدرسة او خلال عملية التوصيل، مشيرة ان لدى الطفل موانع تمنعه من الإبلاغ عن تعرضه للايذاء مثل الخوف والخجل وصعوبة في التواصل والشعور بالذنب والمسؤولية والخوف من عدم التصديق، وكذلك الجهل بآليات الإبلاغ والتهديد.