صفاء قرة محمد ـ بيروت

الحريري مصمم على تشكيل حكومة مهمة من الاختصاصيين

باتت بكركي اليوم وأكثر من أي وقت مضى، صرحا للتلاقي ومكانا ورمزا للوطنية التي بأمس الحاجة إليها لبنان وكذلك بعض الأحزاب السياسية، فخطاب الراعي وطروحاته عزلت الرئيس اللبناني ميشيل عون وفيما التف المسيحيون حول البطريرك بعيدا عن التيار الوطني الحر، يخشى حزب الله من تحول بكركي إلى منطقة يصعب عليه التقدم نحوها معنويا وماديا، فالتأييد الواسع من قبل اللبنانيين للبطريرك الماروني الكاردينال بشارة بطرس الراعي ومواقفه الواضحة والحاسمة فيما يخص ضرورة تحييد البلاد عن صراعات وملفات المنطقة، تدفع بشخصيات لبنانية من خارج الصف المسيحي والوفود إلى بكركي لملاقاة دعوة الراعي بعقد مؤتمر دولي من أجل لبنان ولتتضامن مع مواقفه الوطنية.

«المستقبل» عند الراعي

وزار وفد من كتلة «المستقبل» النيابية برئاسة النائبة بهية الحريري، البطريرك الراعي، وأكد النائب سمير الجسر باسم الوفد: لقد وضعنا غبطته في أجواء الجهود التي يبذلها دولة الرئيس للإسراع في تشكيل الحكومة، كما أطلعنا سيادته على نتائج الاتصالات الخارجية التي يقوم بها الرئيس الحريري في سبيل خلق جو ملائم لدعم نهوض لبنان غداة تأليف الحكومة.

وأضاف: أكدنا لغبطة البطريرك الراعي أن الرئيس الحريري مصمم على تأليف حكومة مهمة من الاختصاصيين غير الحزبيين والمشهود لهم بالكفاءة والنجاح في حياتهم العملية، وأكدنا لغبطته أننا نضم صوتنا إلى صوته حول ضرورة تأليف الحكومة اليوم قبل الغد.

ملتزم بالدستور

أضاف الجسر: «شددنا على أن الرئيس المكلف ملتزم بتطبيق الدستور واتفاق الطائف نصا وروحا وخصوصا ما ينص عليه الدستور لجهة حفظ حقوق اللبنانيين مسيحيين ومسلمين على حد سواء. كما جددنا دعمنا لإعلان بعبدا كاملا الذي نص بخاصة على تحييد لبنان عن سياسة المحاور والصراعات الإقليمية والدولية وتجنيبه الانعكاسات السلبية للتوترات والأزمات الإقليمية وذلك حرصا على مصلحته العليا ووحدته الوطنية وسلمه الأهلي، ما عدا ما يتعلق بواجب التزام قرارات الشرعية الدولية والإجماع العربي والقضية الفلسطينية المحقة، بما في ذلك حق اللاجئين الفلسطينيين في العودة إلى أرضهم وديارهم وعدم توطينهم».

وتابع الجسر: «أطلعنا البطريرك على نتائج جولة الرئيس الحريري الخارجية على عدد من الدول الشقيقة والصديقة، وما لمسه الحريري من حماس لمساعدة لبنان فور تشكيل حكومة مهمة من اختصاصيين غير حزبيين».

وردا على سؤال، قال النائب سمير الجسر: «الرئيس سعد الحريري في الوقت الضائع يجول على الدول لشرح قضية لبنان والتمهيد لعملية المساعدات، وزياراته كانت مفيدة جدا سواء أكان في الدول العربية أم الغربية». وختم: «في موضوع تشكيل الحكومة لا نقطع الأمل ولا بد من أن تحل هذه القضية».

أهالي ضحايا المرفأ

وفي سياق منفصل، بعد أشهر على انفجار 4 أغسطس الذي دمّر مرفأ بيروت، وتسبب في مقتل وجرح المئات لا تزال نتائج التحقيقات في الجوارير المغلقة، حيث اعتبرت لجنة أهالي ضحايا تفجير مرفأ بيروت أنّ «لا عزاء لأهالي الشهداء والجرحى والمعوقين إلا بمعرفة الحقيقة عبر التحقيق وتحديد المسؤوليات، ويجب ألا يدفن مع الأيام عبر تجهيل الفاعل».

وكشفت في مؤتمر صحفي أنّه «على من يريد من الجرحى أن يتعالج، أن يذهب إلى نفس المستشفى الذي ذهب إليه عندما أصيب بالانفجار لأن وزارة الصحة لم تعمّم الأسماء»، معتبرةً أنّ «ما يحصل فيما خصّ علاج الجرحى مسخرة وهناك تقاذف للمسؤوليات، مستغربةً التقصير الحاصل فيما خصّ معرفة أسماء الضحايا».

أمّا عن إشعال الإطارات وإطلاق الشعارات الغاضبة، فأوضحت اللجنة أنّه «بعد قرار المحكمة الجائر وبعدما تبيّن أنه نافذ وغير قابل للطعن عبّرنا عن غضبنا بطريقة لا نحبّها. أضافت: طلب منا القاضي بيطار مهلة أسبوعين فمنحناه 3 أسابيع، ولن نسمح بتكرار ما حدث مع القاضي صوان وهذه المرة سنتوجه لبيوتهم ولن نتهاون أبدا في سبيل حقّ ضحايانا في الوصول إلى العدالة».

وختمت: «لا نريد أن يذهب دم شهدائنا هدرا ونقول لمحكمة التمييز: حذارِ من تكرار ما حصل ففكّروا ألف مرة كي لا تكونوا وراء خراب البلد واخرجوا من الحسابات الضيقة قبل أن تكونوا هدفا لثورتنا عليكم».