يوسف الحربي يكتب:

جميلة هذه الأجواء، التي استطاعت وزارة الثقافة ومنذ الإعلان عن الجوائز الثقافية المتنوعة في مختلف المجالات وعلى عدّة مستويات أن تخلقها من التشجيع على التقديم والمبادرة والتفاعل والانسياق وراء العمل والإنجاز والتحدي والتفرّد، وهي الغايات المطلوبة والمحبّبة من هذه المبادرات الوطنية، التي من شأنها أن تصقل الموهبة وتدعمها بالتحفيز والمنافسة والتشجيع الوطني القادر على جعل العمل المنجز مكلّلا بالتقدير والثقة والمثابرة للتميز والتفرّد. ويترقب الكثير الآن إعلان النتائج وأسماء الفائزين المكرّمين سواء أفرادا أو جماعات أو مؤسسات، حيث شكلت هذه المبادرة أجواء احتفاء واهتمام وتفاعل بالمنجز الفني والثقافة الوطنية ما جعل هذا الحدث يكون انتصارا معتبرا للثقافة السعودية بالأساس.

فهذه الجائزة هي مسار ومنفذ وحافز مؤثّر أولا بالنسبة لبرامج الوزارة وحرصها على ما تعمل عليه من تنظيم وتفعيل ومشاركة واهتمام بالثقافة بالتوازي مع كل القطاعات والمؤسسات والأفراد حتى تقدّم لها الدعم اللازم والمطلوب وتخلق الثقة، التي تركّز روح المبادرة والتعاون والاهتمام الشامل بكل الطاقات البشرية الثقافية بصيغتها الفردية والجماعية، التي من شأنها أن تنشر الوعي في المجتمع وتصقل المواهب وتمهّد الطريق لكل المهتمين بالفنون والثقافة، وحتى يكون هناك فضاء له القدرة على جمع المبدعين والفنانين المحترفين والهواة في الوطن على هدف وغاية ورؤية واحدة. وعلى ذلك فإن انتظار الإعلان عن هذه الجوائز إنما هو انتظار للاحتفال بالثقافة على عدة مستويات، خاصة أن هذه المبادرات والبرامج، التي تبحث وزارة الثقافة تثبيتها تتوافق مع الرؤى التنموية العامة، التي تبدأ بخدمة الوطن وثقافته والفخر بكل عمل يقدّمه أبناء الوطن سواء من خلال المشاركة وتقديم المنجزات، وكذلك الفوز الذي يكون بالتميّز والاختلاف والبحث، وهو ما يشكّل حافزا قادرا على أن يردّ الاعتبار بالشكل القوي والمهم للمشاركة في المسابقات المحلية والوطنية، التي يمكن لها أيضا أن تحمل أهميتها الدافعة مثلها مثل أي مشاركة دولية، وتكون وسام فخر في الوطن لا تقل أهمية عن أي مشاركة دولية لأنها ستكون من وإلى الوطن نابعة من خصوصياته الثقافية ومتطلباته التنموية الاستشرافية الدافعة للعمل والإنجاز بروح عالية ومستوى دقيق وجودة فاعلة ابتكارا وفنا وثقافة وتشريكا وتمكينا. وبالمجمل فإن الجائزة هي مبادرة خلاقة متنوعة بعمق قادر على تحسين التفاعل الوظيفي للعمل الثقافي وأهميته في المجتمع بتعزيز المنجز الوطني خلق المنافسة والتحفيز على البحث والابتكار وخلق فرص التمكين له وطنيا ودوليا بما يضمن تطوير الخبرات وتعميق المعارف واكتشاف المواهب وتحسين المنتج والعطاء الفني وتطوير روح المواكبة والانفتاح على الثقافة الوطنية والثقافات العالمية المختلفة والبحث عن الذات الوطنية والهوية الخاصة بشكل معاصر وبروح قادرة على التواصل المستمر من أجل تمتين حلقة التوافق بين الجيل الرائد والأجيال القادمة والفاعلين الحاليين سواء على كل المستويات.



yousifalharbi@