علي بطيح العمري يكتب:

وضعت حوّاء زوجة سيّدنا آدم عليه السلام توأمين هما: هابيل وأخته، وقابيل وأخته.. كان هابيل راعيا، وقابيل مزارعا.. في شريعة آدم يتزوج كل حمل أو بطن بأخت الحمل الآخر حفاظا على النّوع الإنساني.. توأم قابيل أجمل من توأم هابيل، وعندما طلب آدم من أبنائه إتمام الزواج أبى قابيل؛ لأنّ نصيبه الفتاة الأقل جمالا، ورغب أن يتزوّج من توأمه، ولم يرض بتلك القسمة. ولحلّ القضية طلب آدم أن يقدّم كل منهما قربانا إلى الله، والّذي يُقبل قربانه سينال مراده.. نزلت نار فأكلت قربان هابيل، وتركت لقابيل قربانه؛ فغضب قابيل وقتل أخاه في نهاية المطاف، واحتار ماذا يفعل به لأنها أول جريمة قتل.. فبعث الله غرابا يبحث في الأرض ليريه كيف يواري جثمان أخيه، فتعلم الإنسان أن الميت يدفن.

ومن هذه القصة تعلمت..

* أسوأ صراع وأمرّ عراك هو صراع الإخوة في العائلة الواحدة.. هنا تتصدع القرابة، وتتفكك الروابط، وتنهار الذكريات.

* المرأة كانت ولا تزال مكانا للتجاذب، وكل تيارات الدنيا تتقاتل على الظفر بها وتوظيفها في التوجهات والصراعات في شتى اتجاهات الحياة.

* بعض الأسر اليوم من خلال تربيتها تترك فراغات لا تسدها في التربية تنبئ بزرع بذرة الخلافات القادمة، العدل بين الأبناء وزرع الألفة واجب.

* الحسد آفة إنسانية تفتت القرابات، وتلتهم الأخلاق!

* بعض البشر هاوٍ للشر، جاهز للجريمة، راكب لرأسه.. لن تنفعه النصائح ولن تثنيه المواعظ.

* قد تبتلى في حياتك بجار سوء أو بقريب شرس أو زميل ماكر.. واجه معاركك الحياتية بالحلم وتخلص من مشاكلها بالحيل والطرق الصحيحة.

* في أي تصادم مع الآخرين إياك أن تقع فريسة لإملاءات الأبالسة وتسويلات نفسك.. الصبر والتأني منجاة في مواجهة المشكلات.

* الفتنة قد تكون على هيئة امرأة فاتنة.. وقد تلج إليك عبر أموال يسيل لها اللعاب، وربما زرعت عبر كلمة ملغمة وتحريض رخيص.. استعذ من الفتن، وابتعد عن أسبابها وحكم عقلك ودينك لتنجو.

* في حياتك ادع إلى الخير فالدال على الخير كفاعله.. ويل لمن أسس للشر أو دعا إليه وما أكثر الشريرين اليوم الذين يؤسسون للشر تحت مصطلحات ظاهرها خير وباطنها غير.. وفي الحديث: من سنّ سنة سيئة فعليه وزرها ووزر من عمل بها.

* قفلة..

قال أبو البندري غفر الله له:

الأخ ركن آمن وسند لا يميل.. ولا خير في انتصارٍ يسجل ضد أخ!

@alomary2008