صفاء قرة محمد - بيروت

قطيش لـ«نصر الله»: تم شراؤك بـ1300 دولار شهريا.. فلتسكت يا عميل

ودع لبنان أمس لقمان سليم الذي اغتيل الأسبوع الماضي وحضر جموع من اللبنانيين من مختلف الطوائف والمذاهب الدينية وسفراء أوروبيين إضافة إلى السفيرة الأمريكية في بيروت، فيما، يصعد «حزب الله» في لبنان ضد الناشطين اللبنانيين بعد اغتيال الناشط لقمان سليم، خاصة أن الأصوات تعالت باتهام الميليشيا باغتياله.

منذ اغتيال الكاتب بدأت أبواق الميليشيا بالتصعيد ضد المعارضين للحزب، وكان اللافت هذه المرة أن إحدى مذيعات قناة المنار التابعة لحزب الله هي مَنْ أسفرت عن تحريضها ضد قناة تليفزيونية لبنانية لها احترامها لدى معظم اللبنانيين.

وبدأت هذه الأبواق بتداول أسماء شخصيات شيعية وغير شيعية وتهديدها، ومن هذه الشخصيات كان الحزب قد صنفها على أنها مرتبطة بالسفارة الأمريكية منذ سنوات وأطلق عليهم اسم «شيعة السفارة».

وأمس تم تداول لائحة جديدة من الأسماء المعروفة بمعارضتها «الحزب»، وتشمل شخصيات من مختلف الطوائف. ورغم الحملات المستمرة التي كانت قد اقتصرت على وسائل التواصل الاجتماعي، فإن التصعيد بدأ بعد ما عدَّه البعض «ضوءا أخضر» من مقدمة نشرة أخبار «المنار» التابعة لـ«حزب الله»، التي شنت هجوما مباشرا على «قناة المر»؛ أي «إم تي في»، وكل مَنْ يهاجم «حزب الله»، وذلك بعدما كانت قناة «إم تي في» قد عرضت برنامجا تقدمه الإعلامية ديما صادق، اتهمت فيه «حزب الله» بشكل مباشر باغتيال سليم.

حملة متصاعدة

وتصاعدت الحملة على وسائل التواصل الاجتماعي تحت هاشتاج: «إعلام الحقارة بأمر السفارة»، في إشارة إلى السفارة الأمريكية، إضافة إلى نشر فيديوهات وصور تتضمن مواقف لهؤلاء المعارضين واتهامهم «حزب الله» بعمليات الاغتيال.

وعممت لائحة بأسماء وشخصيات معروفين بمعارضتهم «الحزب»، مذيلة بعبارة: «مَنْ يشتري بالرخيص سيأتي يوم ويباع بالرخيص»؛ ومعظمهم من الإعلاميين وأساتذة الجامعات وناشطين سياسيين، وهم: الدكتور مكرم رباح، والدكتورة منى فياض، والإعلاميون: مارسيل غانم، وديما صادق، وديانا مقلد، وعلي الأمين، ونديم قطيش، وجيري ماهر، ورامي الأمين، ولونا صفوان. وهو ما اعتبر أن هذا إشارة إلى تهديد حياتهم بشكل واضح.

رفض التعليق

ورفض عدد من هذه الشخصيات التعليق على هذه الحملة انطلاقا مما وصفوها بـ«المرحلة الدقيقة»، عادِّين في الوقت نفسه أن الجهة التي تقف وراءها معروفة، فيما كان هناك رد من نديم قطيش عبر حسابه على «تويتر»، حيث نشر صورة اللائحة. وقال: «حسب معلوماتي (أمين عام حزب الله) حسن نصر الله تم شراؤه بـ1300 دولار شهريا، هكذا هو قال»، مضيفاً: «وقال أيضا إن صواريخه ورواتبه ومأكله ومشربه من إيران... فليسكت عميل السفارات الأول».

عمل بربري

وقالت السفيرة الأمريكية لدى لبنان دوروثي شيا خلال حفل أقيم في الضاحية الجنوبية لبيروت لتأبين سليم إن قتل الناشط اللبناني لقمان سليم: «قتل الناشط لقمان سليم عمل بربري همجي غير مقبول ولا يمكن مغفرته». وأكدت السفيرة الأمريكية: «إننا سندفع باتجاه المحاسبة والمطالبة بالعدالة وحمل إرثه».

بدوره أكد السفير الألماني في بيروت أن «رحيل لقمان سليم خسارة شخصية بالنسبة إليَّ» مقدما التعازي للعائلة. وقال: لن ننسى سليم وعمله لا يسمح لنا بنسيان ما حصل في السنوات الأخيرة في هذا البلد ونريد تحقيقا شفافا.

فيما قال النائب السابق باسم السبع إن الاحتفال التكريمي للناشط لقمان سليم، وداع لقمان اقتحام حضاري للمربع الأمني لحزب الله.

تبكي بصمت

وبكت أمه سلمى مرشاق في صمت بينما كانت تستمع للصلوات الإسلامية والمسيحية، التي تتلى خلال مراسم تشييع ابنها والتي حضرها أيضا سفراء ألمانيا وكندا وبريطانيا وسويسرا. وقالت في كلمة ألقتها: «أطلب منكم أنتم الشباب إذا كنتم حقا تريدون وطنا أن تستمروا في المبادئ، التي يناضل من أجلها ويقتنع بها».

وأضافت: «لا تستخدموا إلا العقل والمنطق، السلاح لا يفيد البلد، لم يفدني أنا كأم. ضيَّع لي ابني».