ستاف

توقع موقع «ستاف» النيوزيلندي ازدهار الاقتصاد العالمي كما حدث بعد الإنفلونزا الإسبانية.

وبحسب مقال لـ«سام ستابس»، بعد أهوال الحرب العالمية الأولى والإنفلونزا الإسبانية، شهد العالم موجة من النشاط الاقتصادي والإبداعي المعروف باسم العشرينيات الصاخبة.

وأضاف: كان عصر موسيقى الجاز والكهرباء والسيارات والصور المتحركة والراديو، كما حصلت النساء على حق التصويت في العديد من البلدان، وكان هناك شعور بالحداثة.

وتساءل: إذن هل يشهد عقد العشرينيات بعد وباء فيروس كورونا طفرة اقتصادية أخرى؟ ومضى يقول: تُظهر نيوزيلندا أن الأمر قد يكون كذلك، لقد فاجأ انتعاشنا الاقتصادي الكثيرين، بعد ستة أشهر من قهر كورونا، أصبحنا في وضع أقوى بكثير مما كان متوقعًا، وحدث الأمر نفسه في الصين أيضًا.

وتابع: اعترف الاقتصاديون النيوزيلنديون البارزون بأنهم فشلوا في التنبؤ بحدوث ذلك، والمفارقة أن أبسط المعادلات الاقتصادية تنبأت به، وأشار إلى تلك المعادلة تتمثل في أنه إذا طبعت الحكومة أموالًا، أو زادت الثقة وزاد إنفاق الناس، فإنها تؤدي إما إلى التضخم، أو النمو الاقتصادي، أو كليهما.

وأضاف: يمكن تطبيق هذه الصيغة على نيوزيلندا، حيث تم ضخ أكثر من 15 مليار دولار مباشرة في الاقتصاد من قبل الحكومة، كما وفر بنك الاحتياطي ما يصل إلى 60 مليار دولار من الائتمان الرخيص المتاح.

وأردف قول: الآن عادت الثقة، وتم استثمار الكثير من هذه الأموال أو إنفاقها أو إقراضها، وأدى ذلك إلى رفع أسعار المنازل إلى مستويات مخيفة، لكنه وفر أيضًا العديد من الوظائف، وفي الوقت نفسه، تعمل التكنولوجيا الهائلة على إبعاد شبح التضخم، كما حدث في العقد الماضي.

وأشار إلى أن الوباء لم يبطئ التأثير الانكماشي للتكنولوجيا، بل على العكس سرعها.

وتابع يقول: هل يمكن أن يتكرر تعافينا دوليًا ويتحول إلى طفرة اقتصادية عالمية؟

وأجاب بقوله: نعم، بعد أوقات عصيبة للغاية، سيسمح التطعيم الشامل بعودة الإحساس بالحياة الطبيعية إلى بقية العالم.

ومضى يقول: كل الاقتصادات العالمية الكبيرة لديها حوافز مالية ضخمة، تزيد الآن على 12 تريليون دولار، وكما حدث في نيوزيلندا، سيتم إنفاق هذه الأموال أو إقراضها، لتوليد النمو والوظائف على مستوى العالم.

وأوضح أن أسواق الأسهم القوية على الصعيد العالمي تعكس أن الحكومات تحفز النمو وأن التضخم تحت السيطرة.

وتابع: لذلك، في ظل الظروف الاقتصادية نصف المناسبة، سيستمر معظم العالم في حياتهم دون شعور بالرعب من كارثة، وهذا ما يسعى إليه الاقتصاديون.

وأضاف: يبدو أن التكنولوجيا الجديدة ستدعم نموًا أعلى أيضًا، تمامًا كما أعطتنا العشرينيات من القرن الماضي السيارة والكهرباء، فإن 2020 سيوفر لنا السيارات الكهربائية وذاتية القيادة، والذكاء الاصطناعي، والطاقة النظيفة، واستخدامات النانو والتكنولوجيا الحيوية التي تعزز الحياة، وكل واحد من هؤلاء هو صفقة كبيرة جدا.

وختم قائلا: ستكون هذه صناعة تنمو بشكل ضخم، مثلما بدأت العشرينيات من القرن الماضي بأفلام صامتة، إلا أنها لم تظهر في أي مكان بعد عقد من الزمان.