مودرن دبلوماسي

قال موقع «مودرن دبلوماسي»، إن تجريد الهند لإقليم كشمير من وضعه الخاص وإغلاقه ما زال موضوعا مثيرا للجدل يستحق تدخلا فعالا من المجتمع، لا سيما في ظل وجود إدارة أمريكية جديدة.

وبحسب مقال لـ «أنيكا نيازي»، خاضت باكستان والهند 3 حروب خلال العقود الماضية، منها اثنتان على وضع كشمير.

ومضت تقول: بالنسبة لباكستان، فإن الصراع في كشمير مهم وحساس، حيث ترى الجمهورية الإسلامية أنه لا ينبغي تجاهل كشمير باعتبارها منطقة ذات أغلبية مسلمة، رافضة محاولات نيودلهي السيطرة على الإقليم، وأضافت: ترفض نيودلهي ادعاء إسلام آباد وتريد تغيير الوضع الراهن، وارتكبت في سبيل ذلك فظائع لم تتمكن بعد من كسر إرادة الشعب الكشميري.

خارج القانون

وتابعت نيازي: يشهد المجتمع الدولي على كيفية إرهاب الدولة الهندية، وعمليات القتل خارج نطاق القانون بحق الكشميريين الأبرياء، والقيود غير المسبوقة على حرية التعبير، وعمليات التطويق والتفتيش، والتعذيب أثناء الاحتجاز والوفيات، والاختفاء القسري، وسجن القيادات الكشميرية والشباب وتدمير المنازل وإحراقها لفرض عقاب جماعي على الكشميريين، وغير ذلك من أساليب القهر.

وأشارت إلى أن نيودلهي تبرر غزوها للإقليم بأنه رد فعل على غزو من قبل الميليشيا القبلية الباكستانية غير النظامية، التي تمكنت من احتلال ثلث جامو وكشمير، المعروفة الآن باسم «آزاد كشمير» أو «كشمير» التي تديرها باكستان.

وأردفت تقول: استمر هذا مع محاولة نيودلهي إخضاع الجزء الخاضع للإدارة الهندية من جامو كشمير بإغلاق صارم وتعطيل الاتصالات منذ 5 أغسطس 2019، بما شل الاقتصاد وجعل من المرافق الأساسية مستحيلة.

وأضافت: نددت إسلام آباد بقرار نيودلهي غير الدستوري، وقف رئيس وزراء باكستان عمران خان إلى جانب الكشميريين المنكوبين عندما وصف هذه الإجراءات الأحادية والحصار العسكري وتعطيل الاتصالات بأنها إجراءات غير قانونية لمجرد إحداث تغيير ديموغرافي في الوادي يكشف عن بُعد آخر من أيديولوجية «هندوتفا».

وبحسب الكاتبة، تشكل الأيديولوجية المتطرفة (هندوتفا) ومخططات الهيمنة (أخاند بهارات) خطراً على السلام والاستقرار الإقليميين، وتابعت: طلبت وزارة الخارجية الباكستانية مرارا من المجتمع الدولي أن يلعب دوره، هناك حاجة ماسة للرفع العاجل للإغلاق والحصار العسكري لاستعادة حقوق الإنسان الأساسية للكشميريين، ومع ذلك، لم يكن هناك أي إجراء حتى التاريخ الحالي.

التوسط بالنزاع

ومضت نيازي تقول: على الرغم من نفور مجلس الأمن من التوسط في نزاع كشمير، فإن الجهات الفاعلة المؤثرة، خاصة الولايات المتحدة، كانت نشطة في الحد من التوترات بين باكستان والهند، نظرًا لخطر الحرب النووية، وأضافت: لذلك، يمكن أن تساعد التسهيلات الأمريكية في خلق بيئة مواتية للمفاوضات بشأن نزاع كشمير.

ومضت تقول: مع الإدارة الجديدة في الولايات المتحدة، يأمل الكشميريون في تفعيل قرارات مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة، التي تتحمل المسؤولية الجماعية لضمان امتثال الهند لالتزاماتها الدولية.

وأردفت: مع مشاعر الغضب في الإقليم، من المهم للغاية اتخاذ خطوات عملية لوقف إرهاب الدولة كأداة لزعزعة استقرار المنطقة، إن العمل من أجل حل سلمي لنزاع جامو وكشمير في أعقاب قرارات مجلس الأمن ذات الصلة ورغبات الشعب الكشميري له أهمية جوهرية لحل المسألة المطروحة.

وأضافت: لا يمكن تحقيق الحل إلا باتباع ميثاق الأمم المتحدة، لكن إحجام الهند عن الجلوس إلى طاولة الحوار لم يسمح بذلك، في حين أن إسلام آباد بذلت قصارى جهدها لإبراز أفضل إمكانات منطقة جنوب آسيا، خاصة على حدودها، فإن محنتها في قضية كشمير لم يسمع بها أحد.

وتابعت: لا يمكن التقليل من دور باكستان في حل الصراع الأفغاني وإبرام اتفاق سلام عمليًا بين الولايات المتحدة وطالبان، تتفهم إسلام آباد عواقب القرار وتأثيره وتوافق على ضرورة مخاطبة جميع أصحاب المصلحة والأطراف في النزاعات للتغلب على هذه العقبة، لكنها لا تلقى استجابة من نيودلهي.

وأشارت إلى أن الصراع معلق إلى أجل غير مسمى وينتظر تحسن العلاقات.