أمجاد سند - الدمام

أوضح محلل السلوكيات الإجرامية وعضو الاتحاد الدولي للقانون الطبي، ومؤلف كتاب «٤٠ زنزانة»، محمد الشيباني، أن تخصص تحليل السلوكيات الإجرامية يعنى بدراسة تكون السلوك الإجرامي منذ إدراك المُدان، حتى يتم إلقاء القبض عليه ومحاكمته، ويكون بهدف إنشاء سجلات سلوكية لمحاولة مكافحة نشأة سلوكيات مشابهة، ولتوعية المجتمع والمؤسسات بهذه السلوكيات، وأكد أن هذا المجال مختلف تمامًا عن التحقيق أو المحاماة؛ حيث يأتي بعد كل تلك الإجراءات كدراسات لسلوكيات المدانين.

وأضاف: في التحليل السلوكي للجرائم، يكون الهدف الأساسي هو المجرم صاحب الجرائم المتعددة «جريمتان فأكثر»، أو الجريمة الواحدة ذات الطابع العنيف، وهؤلاء هم المستهدفون بالدراسة والتحليل السلوكي؛ لمعرفة أسباب التوجه لهذا النوع من الجرائم، من خلال تفكيك الخيال الإجرامي بناء على خلفية المجرم المُدان، وما توفر له هذه السلوكيات من مشاعر، أما المجرم الموقفي، وهو مَنْ يستغل الظروف غير المخطط لها، كأن يجد سيارة في وضعية التشغيل فيقوم بسرقتها، ليس من أولويات الدراسة إلا إذا أظهر سلوكًا عنيفًا أثناء جريمته أو بعدها.

وأشار إلى أنه لا يؤمن بأن الشخص يمكن أن يولد مجرمًا، موضحًا ذلك بقوله: السلوك الإجرامي هو سلوك مكتسب بسبب عوامل معينة، مثل تكوين الشخصية نفسها، وهي علامة أكبر من أن يولد بها الإنسان، وإلا لكان من السهل توقع المجرم في طفولته.

‏وأوضح أن المجرم يدخل إلى نطاق السلوكيات المنحرفة والمجرمة باحثًا عن واحد من ٤ دوافع، وهي: القوة أو الانتقام أو السيطرة أو التعويض، مضيفًا: أغلب المجرمين يكون لديهم عاملان ثابتان ومشتركان، وهما: الأنانية في تبرير الأفعال كنوع من الحق المشروع، وانعدام الإنسانية ومشاعرها، مثل التجاوز والتسامح والتعاطف والعدل، والفرد إذا انعدمت عنده الإنسانية بدءًا من الإيمان وانتهاء بالمشاعر مثل الصفح والتعاطف، فإنه يكون مقبلًا على السلوك الإجرامي.

واختتم حديثه بالنصيحة قائلًا: «احتفظ بإنسانيتك»؛ فهي الفارق بيننا وبينهم، بجانب استشعار النِعم التي نعيشها مهما كانت صغيرة، واحرص على التجاوز والصفح، وقبل كل شيء الإيمان بالله، فهذه قوة عظيمة تدخل تحت عنصر الإنسانية، فالشر دائمًا خيار سهل، ولكن التوكل على الله والرضا بما كتب والصفح وتقدير ما نعيشه من نِعم، حتى لو كانت صغيرة، أمور مهمة في بقائك قويًا.