د. شلاش الضبعان يكتب:

لا يعرف الفضل لذوي الفضل إلا ذوو الفضل.

وللإمام مالك رحمه الله: بلغني عن القاسم بن محمد كلمة أعجبتني، وذاك أنه قال: من الرجال رجالٌ لا تذكر عيوبهم.

ولا يفلح مجتمع لا يقدر من بذلوا من أجله جُلّ أوقاتهم وأفكارهم، فالمجتمعات الحية وفيّة لناجحيها ومن يقدمون ويبذلون من أجلها.

وبالتالي فما حصل في أحد البرامج التلفزيونية من إساءة للمتقاعدين يجب أن يراجع ويصحح، فالطرفة لا يجب أن تسخر من مكوّن مجتمعي له التقدير والاحترام، وما هو متداول في الشارع لا يجب أن ينتقل إلى شاشة تمثلنا، وتتحدث باسم بلدنا، وبالتالي تعكس قيمنا، ولذلك يجب أن يكون الإعداد محكماً، ويسأل السعودية فعلاً، فإعداد فرد أو فردين مخاطره متعددة، ولذلك لابد من فريق متعدد التخصصات والرؤى في كل برنامج من برامجنا التلفزيونية.

مع التحفظ على مستوى الأسئلة التي تقدم من خلال برامج المسابقات التلفزيونية في واقعها الحالي، فحتى لو لم يكن فيها إساءة مباشرة، فإن فيها إساءة للمشتركين قبل غيرهم.

رد فعل المؤسسة العامة للتقاعد على البرنامج التلفزيوني جميل وما كتبته في بيانها جميل أيضاً، فقد أكدت المؤسسة على أنها «تعتز بعملائها المتقاعدين من الخبرات الوطنية العظيمة والتي أسهمت عبر تاريخها الوظيفي في دفع عجلة التنمية والاقتصاد الوطني، وحملت على عاتقها خدمة الوطن عجر القطاعات المتعددة، وترفض بث المواد الإعلامية التي قد تعمل على إثارة الكراهية بين المواطنين أو تمس بالاحترام اللائق لمن أفنوا أعمارهم في خدمة الوطن العظيم».

ومع الشكر والتقدير لعدم التأخر في الدفاع عن أعزائنا المتقاعدين، أتمنى أن تحرص المؤسسة على تقديم المزيد من الدعم لهذه الفئة التي خدمت وطنها وفي هذا أكبر رد وزرع للثقة، فبرنامج «تقدير» الذي يعد إحدى المبادرات الوطنية المقدمة من المؤسسة تقديرا للمتقاعدين والمتقاعدات على ما بذلوه من عطاء في خدمة الوطن، إذ يقوم برنامج «تقدير» على عقد شراكات مهمة مع العديد من شركاء النجاح لتقديم خدمات متنوعة للمتقاعدين والمتقاعدات والمستفيدين ضمن مسارات البرنامج وهي: مسار «خبرة» و«مزايا» ومسار «الفعاليات» و«التمويل» و«المسؤولية الاجتماعية».

برنامج مميز، ولكن المتقاعدين يحتاجون الكثير والكثير، وعلى الأقل هم بحاجة من المؤسسة العامة للتقاعد للاستماع إلى أصواتهم وتقديرهم بما يستحقون ويستحق الوطن.

@shlash2020