محمد العصيمي

حين يُقال لنا عن أي فترة إنها فترة حجر نقول سمعنا وأطعنا؛ لأن في ذلك بدون شك مصلحتنا.. وحين يُقال لنا تباعدوا وتجنبوا المناسبات الاجتماعية نقول، أيضاً، سمعاً وطاعة؛ لأن في ذلك منعاً لبوائق وأدران كورونا. وحين قيل لنا استخدموا تطبيق «توكلنا» لدخول المؤسسات الحكومية و«المولات» وما إلى ذلك قلنا هذا إجراء حصيف وأهلاً به ومرحبا. لكن ما لم نحسب حسابه هو أن يكون هذا التطبيق غير جاهز، أو لا يتحمل الضغط، الذي يقع عليه من كل صوب.

تورط كثيرون، وأنا منهم، بالوقوف أمام هذا الباب أو ذاك ومُنعنا من الدخول بغير صفحة «توكلنا» وإذنها مباشرة، ومن ثم عدنا أدراجنا دون أن نقضي مصالحنا. وحتى حين أفتى أحدهم بأن الصورة الملتقطة من شاشة التطبيق، خلال اليوم نفسه، تكفي لم يكن ذلك صحيحاً؛ لأن مَنْ منعنا من دخول «المول» اشترط، بمنتهى الثقة، أن يرى «لم تثبت إصابته» بالأخضر الزاهي أصلاً على التطبيق، وليس صورة تم التقاطها في أي وقت خلال اليوم نفسه.

أنا شخصياً من رقباء وزارة الصحة دون أن تعلم، لأنني لا أترك مَنْ يُرخي أو يعبث في كمامته في حاله، بل أطلب منه مباشرة أن يعيدها إلى مكانها الصحيح لتغطي أنفه وفمه. ولطالما تدخلت في بعض التجمعات لأفرقها، وأنصح أصحابها بأن يكونوا أحرص على سلامتهم وسلامة الآخرين. ولكوني من رقبائها المتطوعين، ومن الممتنين جداً لكل ما فعلته من أجلنا منذ بدايات جائحة كورونا، لا أريد أن تفقد ثقتنا أو تخسر رضانا لكونها استعجلت في إطلاق تطبيقات، كما قال أحد أصدقائي، لم تُجرَ عليها دراسات كافية، ولم تُختبر من حيث حجم الاستخدام وطاقة الخوادم، التي تستوعب الطلبات عبر المملكة.

تطبيق «توكلنا» كان مزعجاً في الآونة الأخيرة إلى درجة كبيرة؛ حتى إنه أصبح «سالفة» الناس، الذين يُصدمون بوضعه وانقطاعاته وعدم انتظامه. ونرجو أن تكون مشكلته قد حُلت بالكامل وبشكل مدروس هذه المرة لكي لا نقع من جديد في مطبات الاستعجال، وعدم التيقن من جودة وجاهزية ما نطلب من الناس استخدامه. وهناك، بالمناسبة، خبير أبدى تحفظه على كثرة تطبيقات وزارة الصحة وسأل: لماذا لا تكون كل هذه الخدمات، الممثلة في مجموعة تطبيقات، في تطبيق واحد هو تطبيق «صحتي» على سبيل المثال. الجواب ليس عندي وإنما عند خبراء الوزارة نفسها.

حفظنا الله.

@ma_alosaimi